responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 371

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


وأمّا الحياء فهو زائد على الجملة لأنّ مستنده استشعار تقصير وتوهّم ذنب ويتصوّر التعظيم والخوف والرّجاء من غير حياء حيث لا يكون توهّم تقصير وارتكاب ذنب .
وأما أسباب هذه المعاني الستة فاعلم أنّ حضور القلب سببه الهمّة فإنّ قلبك تابع لهمّك فلا يحضر إلا فيما يهمّك ، ومهما أهمّك أمر حضر القلب شاء أم أبى فهو مجبول عليه ومسخّر فيه والقلب إذا لم يحضر في الصلاة لم يكن متعطَّلا بل كان حاضرا فيما الهمّة مصروفة إليه من أمور الدّنيا فلا حيلة ولا علاج لإحضار القلب إلا بصرف الهمّة إلى الصّلاة ، والهمّة لا تنصرف إليها ما لم يتبيّن أنّ الغرض المطلوب منوط بها وذلك هو الإيمان والتصديق بأنّ الآخرة خير وأبقى وأنّ الصلاة وسيلة إليها فإذا أضيف هذا إلى حقيقة العلم بحقارة الدّنيا ومهانتها حصل من مجموعهما حضور القلب في الصلاة وبمثل هذه العلَّة يحضر قلبك إذا حضرت بين يدي بعض الأكابر ممّن لا يقدر على مضرّتك ومنفعتك ، فإذا كان لا يحضر عند المناجاة مع ملك الملوك الَّذي بيده الملك والملكوت والنفع والضرّ فلا تظنّنّ أنّ له سببا سوى ضعف الإيمان فاجتهد الآن في تقوية الإيمان ، وطريقه مستقصى في غير هذا الموضع .
وأمّا التفهّم فسببه بعد حضور القلب إدمان الفكر وصرف الذهن إلى إدراك المعنى وعلاجه ما هو علاج إحضار القلب مع الإقبال على الفكر والتشمّر لرفع الخواطر الشاغلة وعلاج دفع الخواطر الشاغلة قطع موادّها أعني النزوع عن تلك الأسباب الَّتي تنجذب الخواطر إليها وما لم تنقطع تلك الموادّ لا ينصرف عنها الخواطر ، فمن أحبّ شيئا أكثر ذكره فذكر المحبوب يهجم على القلب بالضرورة ولذلك ترى أنّ من أحبّ غير اللَّه لا يصفو له صلاة عن الخواطر .
وأمّا التعظيم فهي حالة للقلب تتولَّد من معرفتين : إحداهما معرفة جلال اللَّه وعظمته وهي من أصول الإيمان فإنّ من لا يعتقد عظمته لا تذعن النفس لتعظيمه .
الثانية معرفة حقارة النفس وخسّتها وكونها عبدا مسخّرا مربوبا حتّى يتولَّد من المعرفتين الاستكانة والانكسار والخشوع للَّه فيعبّر عنه بالتعظيم وما لم يمتزج معرفة حقارة النفس بمعرفة جلال الرّب لا ينتظم حالة التعظيم والخشوع فإنّ المستغني عن غيره ، الآمن على

371

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست