responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 551


بالحكمة فهو يرى ويعتقد أن الغرض من وجود هذه النفوس مع الأبدان والغاية في تكون هذه الأرواح مع الأشباح مدة في الدنيا من أجل أن يستتم ذواتها ويكمل صورها عقولا فعالا بعد ما كانت نفوسا منفعلة ويخرج من حد القوة إلى الفعل والظهور ويستكمل أيضا فضائلها التي هي دون تلك الفضيلة التي ذكرناها من عرفانها أمر المحسوسات وتخيلها حكايات المعقولات .
وهذا هو العالم الفاشي الذي يمكن أن يصل إليه كل إنسان بشرط سلامة نفسه من الجهل المركب ورذائل الأخلاق وسيئات الملكات وبها جاءت دعوة الأنبياء وظواهر شريعتهم العامة لجميع الناس ومنها تحصل جنات مفتحة لهم الأبواب وبأضدادها يقع استحقاق الجحيم والعذاب .
وأما النفوس الصائرة عقولا فعالة فهم المستغرقون في شهود عظمة الله وجلاله ومتحيرون في ملاحظة جماله لا التفات لهم إلى ذواتهم المنورة الكاملة فضلا عن ما عداهم لا يكدرون عشق مولاهم برجاء نعيم وخوف جحيم .
واعلم أن اختلاف الملل والمذاهب في باب صحة المعاد وكيفية تحققها إنما كان لأجل غموض هذه المسألة ودقتها حتى أن الكتب الإلهية مختلفة في هذا بحسب الظاهر إلا أن المرجع في الجميع واحد ففي التوراة : إن أهل الجنة يمكثون في النعيم خمسة عشر ألف سنة ثم يصيرون ملائكة وإن أهل النار يمكثون في الجحيم كذا أو أزيد ثم يصيرون شياطين .
وفي الإنجيل : إن الناس يحشرون ملائكة لا يطعمون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتولدون .
وفي القرآن إن الناس يحشرون كما خلقهم الله أول مرة لقوله تعالى : كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ . الآية .
وسؤال إبراهيم ع عن الله رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى وقول عزير كما حكاه الله تعالى منه : أَنَّى يُحْيِي هذِه ِ الله ُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَه ُ الله ُ مِائَةَ عامٍ .
ومكث أصحاب

551

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 551
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست