responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 526


بحسب الشريعة وضلال بحسب الحكمة بل الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .
وأمور الآخرة أقوى وجودا وأشد تحصلا وأقوى تأثيرا من موجودات هذا العالم .
نعم موجودات هذا العالم غير تصوراتها وتخيلاتها ولهذا لا يترتب على تصورها وتخيلها ما يترتب على وجودها العيني بخلاف موجودات الآخرة فإن وجودها العيني هو تخيلها ووجودها الخيالي فالتخيل هناك نفس الوجود العيني وعين التحصل الخارجي فلهذا يترتب على التخيل ما يترتب على الوجود العيني بوجه أقوى وأشد لصفاء الموضوع والقابل إذ موضوع هذه الصور الجسمانية الدنياوية هي الهيولى العنصرية وهي في غاية الكدورة والنقص والضعف وموضوع تلك الصور الجسمانية الأخروية هي النفس الإنسانية بقوتها العلمية الخيالية التي هي جهة نقصها وقوتها ووجهها إلى جانب السفل وإذ لا نسبة بين الموضوعين في الشرف والخسة فلا نسبة بين الصورتين في قوة الوجود وضعفه . فليدرك غور هذا وليتفطن سره فإن النشأة الأخرى خروج النفس عن غبار هذه الهيئات البدنية كما يخرج الجنين من القرار المكين .
قال الله تعالى : قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ وقوله :
الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْه ُ تُوقِدُونَ دليل واضح لما ذكر ومثال بين للنشأة الثانية من هذه الدنيا وقد مرت الإشارة بأن فعل الحق بواسطة ملكة المقرب في حق عبده المخمر طينته بيدي قدرته أربعين صباحا بعيد عند العقل المكحل بنور البصيرة أن يكون إماتة وإهلاكا وإعداما بل موت البدن في الحقيقة إحياء للنفس بالذات ونقل لها من حالة دنية إلى حالة شريفة وتحويل إياها من دار فانية إلى دار باقية كما أن الإنسان في انقلاباتها السابقة من طور إلى طور ومن حقيقة إلى حقيقة كان فعل الحق في حقه التكميل والتربية والإحياء والنقل من نشأة إلى نشأة ثانية يكون الثانية حياة بالنسبة إلى الأولى والأولى موت بالنسبة إلى الثانية فإنه كان أولا أمرا معدوما

526

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست