responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 525


مادية كما زعمه جمع من المتأخرين لما مر بطلانه غير مرة بل بجملة بدنه وهيئاته وهيكله الذي فارقه لأجل بقاء صورته وهيئاته في ذكره فإن النفس إذا فارق البدن حملت القوة الوهمية المدركة للمعاني الجزئية بذاتها وللصور الجسمانية باستخدام الخيال والمتخيلة .
وقد مرت الإشارة في الأصول إلى أن النفس في إدراكها الجزئيات والشخصيات المادية لا يحتاج إلى البدن بل كثيرا ما تدرك الأمر المادي الشخصي بذاتها أو بقوتها القائمة بها .
وقد مر في مباحث العلم أن النفس تدرك بدنها الشخصي بذاتها بعلم إشراقي حضوري وكذا يدرك وهمه وخياله الشخصيين لا بوهم آخر وخيال آخر .
وإذا كان الأمر على ما ذكرنا فلا ضير أن يدرك النفس بذاتها أو بقوتها الخيالية الذاتية أمورا جسمانية يكون صورها العلمي الخيالي عين وجودها الخارجي فإن للنفس في ذاتها حواس تدرك بها أشخاصا أخروية غير أشخاص هذا العالم هي الأشخاص العينية الغائبة عن حواس هذا العالم كما يدرك بهذه الحواس محسوسات هذا العالم .
وهذه الحواس البدنية القائمة بهذا البدن الدنياوي ظلال للحواس التي هي لها في ذاتها سمعا وبصرا وذوقا ولسانا ووهما وخيالا .
أ لا ترى أنها في النوم تدرك بجميع الإدراكات التي ذكرناها مع تعطل هذه الحواس وركودها .
فإذا تمهد هذا فنقول : إذا مات الإنسان وفارقت نفسه وهي عالمة بذاتها ومعها القوى المدركة للجزئيات فتخيل ذاتها مفارقة عن دار الدنيا ويتوهم نفسها عين الإنسان المقبور الذي مات صورته ويجد بدنها مقبورا ويدرك الألم الواصلة إليها على سبيل العقوبات الحسية على ما وردت به الشرائع الصادقة هذا عذاب القبر .
وإن كانت سعيدة يتصور ذاتها على صورة ملائمة ويصادف الأمور الموعودة من الجنات والأنهار والحدائق والغلمان والحور العين والكأس من المعين فهذا ثواب القبر كما قال النبي ص : القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران .
وإياك أن تعتقد أن هذه الأمور التي يراها الإنسان ما بعد موته من أحوال القبر وأهوال القيامة أمور موهومة محضة متخيلة صرفة لا وجود لها في الأعيان كما زعمه كثير من المنتسبين إلى الحكمة والمتشبهين بالحكماء هيهات هيهات هذا عندنا كفر

525

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 525
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست