responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 522


الجسماني ثم بعد ما أمعن في كلامهم وتفطن أنهم قائلون بالأمور الثلاثة على وجه دقيق لا يفهمه الجمهور لما في عقولهم ومداركهم من القصور رجع وتاب واستقر رأيه ومذهبه على ما هو رأيهم ومذهبهم .
وأما الذي نسب إليه هذا القائل من الاكتفاء بأحد الوجوه الخمسة في باب الاعتقاد بالأمور الإيمانية والأحكام الإلهية فيما جاء به الكتاب والسنة وأتى به الرسول ص على الأمة فلم أجده في كلامه على هذا الوجه الذي ذكره هذا القائل ولعله مما كان له وجه وجيه لا يرد عليه شناعة بعد التأمّل والنظر فيه .
نعم ربما ذهب إلى ما ذهب إليه الإشراقيون من الحكماء من أن النفوس المفارقة عن الأبدان العنصرية لا يخلو عن خمسة أقسام لأنها إما أن يكون كاملة في الحكمتين العلمية والعملية أو متوسطة فيهما أو كاملة في العلمية دون العملية أو في العملية دون العلمية أو فيهما .
فالأول من السابقين المقربين والثلاثة المتوسطة من المتوسطين وأصحاب اليمين والخامس من أصحاب الشمال .
وعند المعاد يتخلص الأول إلى عالم النور والمتوسطون ينقلون بأبدان مثالية مناسبة لأخلاقهم وهيئاتهم النفسانية ومظاهر تلك الأبدان الأفلاك الجسمانية ثم المثالية وهي مرتقية عن أول الأوائل إلى أعلاها ثم العالم العنصري الذي فيه جابلقا وجابرصا ثم إلى هورقليا أفلاك عالم المثال مترقيا إلى الأعلى وللقائلين بهذا في الخصوصيات مذاهب شتى .
وأما الخامس وهو الناقص في العلم والعمل إذا قطع تعلقه عن البدن العنصري الإنساني على قول منكري التناسخ يتعلق بأبدان حيوانية مثالية مناسبة للأخلاق الحيوانية كالنمل للحريص والخنزير للشره ويتردد في تلك الأبدان معذبا حتى يزول عنه الهيئات وحينئذ يتخلص إلى الأبدان الإنسان في عالم عناصر المثال وأفلاكها .
ومذهب المشائين وخصوصا ما نقله واستحسنه الشيخ من أحد تلاميذ أرسطو وكأنه هو ثامسطيوس قريب من هذا المذهب حيث يرى أن المواعيد النبوية من الجنة والنار وعذاب القبر وغيرها صور مشهودة في عالم غير هذا العالم وإن افترقا من كون

522

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست