responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 501


أن يتقوى وجوده بحيث يستغني بعلته الفياضة عن المقارنات الحسية والأعراض الجسمية كما في النفوس الإنسانية عند تجردها واستقلالها فإنها قد تخصص حدوث كل من آحاد النفوس المتفقة في النوع بعوارض مادية وهيئة بدنية ثم بعد استقلالها في الوجود وتقويها بكمالها العلمي والعملي وترقيها إلى عالم القدس واتصالها ببارئها انخلعت عنها تلك الهيئات البدنية البتة . بل النفس في حياتها الدنياوية وتعلقها بالبدن ربما يقع لها خلصات إلهية يكاد تترك عالم الأجسام بهيئاتها وعوارضها جملة مع بقائها شخصا .
الأصل الرابع أن الوحدة الشخصية في كل شيء ليست على وتيرة واحدة ودرجة واحدة فإن الوحدة الشخصية في الجواهر المجردة حكمها غير الوحدة الشخصية في الجواهر المادية فإن في الجسم الواحد الشخصي يستحيل أن يجتمع أوصاف متضادة وأعراض متقابلة من السواد والبياض والسعادة والشقاوة واللذة والألم والعلو والسفل والدنيا والآخرة .
وذلك لضيق حوصلة ذاته وقصر رداءه الوجودي عن الجمع بين الأمور المتخالفة بخلاف وجود الجوهر النطقي من الإنسان فإنها مع وحدتها الشخصية جامعة للتجسم والتجرد وحاصرة للسعادة والشقاوة فإنها قد يكون في وقت واحد في أعلى عليين وذلك عند تصور أمر قدسي وقد يكون في أسفل سافلين وذلك عند تصور أمر شهوي وقد يكون ملكا مقربا باعتبار وشيطانا مريدا باعتبار وذلك لأن إدراك كل شيء هو بأن ينال حقيقة ذلك الشيء المدرك بما هو مدرك بل بالاتحاد معه كما رآه طائفة من العرفاء وأكثر المشائين والمحققون وصرح به الشيخ أبو نصر في مواضع من كتبه . والشيخ اعترف به في كتابه المسمى بالمبدأ والمعاد وفي موضع من الشفاء حيث قال في الفصل السادس من مقالة التاسعة من الإلهيات بهذه العبارة :
ثم كذلك حتى يستوفي في النفس هيئة الوجود كله فينقلب عالما معقولا موازيا للعالم الموجود كله مشاهدا لما هو الحسن المطلق والخير المطلق والجمال الحق ومتحدة به ومنتقشة بمثاله وهيئاته ومنخرطة في سلكه وصائرة من جوهره .

501

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست