responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 376


فقد ثبت أن العقل الهيولاني بالقوة عالم عقلي من شأنه أن يتصور بهيئة الكل ويتشبه بمبدأ الكل فيه جميع المعقولات على نحو القبول كما يحصل جميع المعقولات عن الحق الأول على النحو الفعلي .
وهذا الحصول الانفعالي له قد يتحد بالحصول الفعلي للأول تعالى لاضمحلاله عن ذاته وانهدام بناء إنيته الموهوم واندكاك جبل هويته المتخيلة .
ولما كان كل ما يخرج من القوة إلى الفعل يخرج بسبب مخرج له إلى ذلك الفعل ومحال أن يحدث فيه كمال عما ليس له ذلك الكمال وينتقش صورة في شمعة عما ليس له تلك الصورة ويفيد شيء كمالا فوق الذي له فيجب أن يخرج هذه القوة الهيولانية إلى الفعل بشيء يكون هو عقلا وعاقلا بالفعل إما بجميع ما هو كذلك وإما بالأقرب في المرتبة وهو العقل الفعال على قياس ما مر من نسبة الفعل إلى ما يقرب إليه في سلسلة الوجود . وإن كان المؤثر الحقيقي واحدا حقيقيا وموجودا استقلاليا غنيا .
وكل من الحق الأول والعقول المفارقة فعال لكن الأقرب إلينا فعال بالقياس إلينا وهو المسمى بروح القدس في لسان الشرع وهو المعلم الشديد القوى المؤيد بإلقاء الوحي على الأنبياء ع وهو الذي إذا اتصلنا به أيدنا وكتب في قلوبنا الإيمان والعلوم الحقة .
وإذا أعرضنا عنه بالتوجه إلى مشاغل الدنيا انمحت النقوش عن النفوس .
فنفوسنا كمرآة صيقلية إذا أقبلت إليها فقبلت وإذا أعرضت عنها فتحلت .
وهذه التغير للنفس على حسب استعداداتها وأفكارها لا يتغير من قبل المفارق لبراءته عنه .
ومعنى كونه فعالا أنه بالفعل من كل جهة من غير شائبة قوة بحسب الوجود لا أن فيه شيئا ما هو قابل للصور المعقولة وشيئا هو كمال وصورة بل ذاته صورة عقلية قائمة بنفسها .
فذاته صورة نفسه وكمالها لا صورة غيرها كالمادة فلا محل لإمكانه لأنه محض الفعلية .
فإمكانه مجرد اعتبار عقلي لا حظ له من الثبوت إلا في الذهن .
فالجواهر المفارقة أنوار عقلية لا ظلام لها وصباحات ضوئية لا ليل لها إلا ما صار مختفيا تحت سطوع النور الأول بحيث يمتنع خروجه من كتم الخفاء لأنه تعالى قهار

376

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست