responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 304


ونحو من الاتحاد . وإن جاهد الشهوات ولم يسلطها على نفسه وعارض بقوته البرهان اليقيني على وجود النشأة العقلية الباقية أبدا بالظنون والأوهام الكاذبة المستدعية للشهوات والركون إلى الدنيا والإخلاد على الأرض والاقتصار على هذه النشأة الناقصة الفانية وتشبه بأخلاق الملائكة صار قلبه مستقرا ومهبطا للملائكة . ( مستقر الملائكة ومهبطها خ ل ) .
وسيجئ بيان اتصال النفس بعالم العقول واتحادها بالعقل الفعال .
ولما كان الخلق لا يخلو من شهوة وغضب وحرص وطمع وطول أمل وغير ذلك من الصفات البشرية المنبعثة عن الهوى المتبع للقوة الوهمية التي شأنها إدراك الأمور على غير وجهها فلا جرم لم يخل الباطن من جولان الشيطان فيه بالوسوسة إلا من عصمه الله تعالى .
ولذلك قال النبي : ما منكم إلا وله شيطان . قالوا : وأنت يا رسول الله قال : وأنا إلا وأن الله تعالى أعانني عليه فأسلم على يدي .
فمهما غلب على النفس ذكر الدنيا ومقتضيات الهوى والشهوات وجد الشيطان للتدرع بها مجالا فوسوس لها .
ومهما انصرفت النفوس إلى ذكر الله تعالى ارتحل الشيطان وضاق مجاله فأقبل الملك وألهم .
والنفس بهيولانية الوجود لها قابلية الارتباط والاتحاد بالملك والشيطان بتوسط قوة العقلية والوهمية والتطارد بين جندي الملائكة والشيطان في معركة النفس الإنسانية دائم إلى أن ينفتح لأحدهما ويستوطن فيه ويكون اجتياز الثاني اختلاسا .
وأكثر النفوس قد فتحها وسخرها جنود الشيطان وملكوها فامتلأت بالوساوس الداعية إلى إيثار العاجلة وإطراح الآخرة وكما أن الشهوات ممتزجة بلحم الآدمي ودمه فسلطنة الشيطان أيضا سارية في لحمه ودمه ومحيط بالقلب الذي هو منبع الدم المركب للروح البخاري الحاصلة من القوى الوهمية والشهوية والغضبية .
ولذلك قال ص : الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم . .

304

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست