responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 302


الذميمة .
فإنه مهما أدرك بالحواس شيئا حصل منها أثر في القلب وكذلك إذا هاجت الشهوة والغضب حصل من كل منهما أثر في القلب .
وإن كف عن الإحساس فالخيالات الحاصلة في النفس تبقى وينتقل المتخيلة من شيء إلى شيء .
وبحسب انتقالها ينتقل باطن الإنسان من حال إلى حال فباطنه إذن في التغير دائما من هذه الأسباب .
وأحضر الأسباب الحاصلة فيه هي الخواطر والأفكار أي الأذكار التي هي من أنواع الإدراكات والعلوم إما على سبيل الورود التجددي وإما على سبيل التذكر من المحفوظات في الحافظة .
وهذه الخواطر هي المحركات للإرادات فإن النية والعزم والإرادة بعد حضور المنوي بالبال .
فمبدأ الأفعال الخواطر ثم الخاطر يحرك الرغبة والرغبة تحرك العزم والعزم يحرك النية والنية تحرك الأعضاء .
فإذا تمهدت هذه المقدمة نقول : إن الخواطر المحركة للرغبة في قلب الإنسان ينقسم إلى ما يدعو إلى الخير أعني ما ينتفع في الدار الآخرة وإلى ما يدعو إلى الشر وهو ما يضر في العاقبة . فهما خاطران مختلفان فافتقرا إلى اسمين مختلفين .
فالخاطر المحمود يسمى إلهاما . والخاطر المذموم وسواسا .
ثم إنك تعلم أن هذا الخاطر حادث وكل حادث لا بد لإمكانه من سبب .
ومهما اختلفت المعلومات دل على اختلاف العلل .
وهذا مع قطع النظر عن الأبحاث البرهانية معروف في سنة الله تعالى وعادته في ترتب المسببات على الأسباب .
فمهما استنار مثلا حيطان البيت وأظلم سقفه واسود بالدخان علمت أن سبب الاسوداد غير سبب الاستنارة فحكمت بأن سبب الاستنارة نور النار وسبب الاستظلام ظلمة الدخان .
كذلك لأنوار القلب وظلماته سببان مختلفان فسبب الخواطر الداعية إلى الخير يسمى في عرف الشريعة ملكا وسبب الخاطر الداعي إلى الشر يسمى شيطانا واللطف الذي به يتهيأ القلب لقبول إلهام الملك

302

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست