لانقسم من جهة الوحدة أيضا . وأيضا كل معنى مركب فهو ينتهي ببسيطه إلى الغير المنقسم أصلا لامتناع تقوم معنى واحد من مقومات غير متناهية فمحل ذلك البسيط جوهر غير ذي وضع . والانتقاض بوحدة الجسم قد مر اندفاعه من : أن وحدة الجسم كوجوده ليست إلا اتصاله المنقسم بالقوة كما أن وحدة العشرة ليست إلا عشرية المنقسمة بالفعل . حجة أخرى : وهي التي عول عليها الشيخ في كتاب المباحثات وحكم بأنها أجل ما عنده في هذا الباب . ثم إن بعض تلامذته أكثر من الاعتراضات عليها وأجاب عنها وتلك الأسئلة مع أجوبتها يوجد عندي متفرقة فلنوردها مترتبة ليسهل النظر فيها على الطالبين . فنقول : إنا قد نعقل ذواتنا وكل من عقل ذاتا فله ماهية تلك الذات قلنا : إذن ماهية ذاتنا فلا يخلو إما أن يحصل لها ذاتنا بحصول صورة أخرى مساوية لذاتنا في ذاتنا أو بحصول ذاتنا لذاتنا . والأول محال لأنه يفضي إلى الجمع بين المثلين فتعين الثاني . فكل ما ذاته بذاته حاصلة لذاته كان قائما بذاته فإذن القوة العاقلة منا قائمة بنفسها وكل جسم أو جسماني غير قائم بنفسه فالقوة العاقلة ليست بجسم ولا جسماني . وإلى هذه الحجة قد أشار المعلم الأول في كتاب النفس بقوله : كل من راجع إلى ذاته فهو روحاني وهذا إجمال تفصيله ما ذكره ويرد عليه الإشكال من وجوه : الأول أنا لا نسلم أنا نعقل ذواتنا لم لا يجوز أن يكون إدراكنا لذاتنا نوعا آخر من