responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 81

إسم الكتاب : الفلسفة ( عدد الصفحات : 470)


أمّا الغاية التي يبتغيها العارف في سلوكه ، فهي الوصول إلى مقام من لا يرى في الوجود غيره تعالى ، أي أنّ العارف يريد أن يصل إلى مرتبة * ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه ) * [1] .
يريد أن يصل إلى مقام فيه يرى الله أقرب إلى الإنسان من نفسه ، لأنّه تعالى : * ( يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) * [2] .
فلهذا ورد في كلمات أمير المؤمنين « عليه السلام » : « إن الله جعل الذكر جلاء للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة وتبصر به بعد العشوة وتنقاد به بعد المعاندة ، وما برح لله - عزّت آلاؤه - في البرهة بعد البرهة ، وفي أزمان الفترات عباد ناجاهم في فكرهم وكلّمهم في ذات عقولهم » [3] .
وورد عنه أيضاً : « قد أحيى عقله وأمات نفسه حتى دقّ جليله ولطف غليظه وبرق له لامع كثير البرق ، فأبان له الطريق وسلك به السبيل وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة ودار الإقامة ، وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل قلبه وأرضى ربّه » [4] .
وخلاصة الكلام : إنّ العارف السالك إلى الله يريد أن يصل إلى مقام « لا يزال العبد يتقرّب إليَّ بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها » [5] .



[1] البقرة : 115 .
[2] الأنفال : 24 .
[3] نهج البلاغة ، نسخة المعجم المفهرس ، الخطبة : 220 .
[4] نهج البلاغة ، الخطبة : 218 .
[5] الأصول من الكافي ، لثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ، دار صعب ، دار التعارف للمطبوعات : ج 2 ص 352 .

81

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست