2 - أنّ الوجه هو أنّ الحديث في هذا العلم كان ينبغي السكوت فيه وعدم الخوض في مسائله كما تعتقد مدرسة الحديث ; حيث إنّ البحث في هذا العلم إنّما ينصبّ حول « الذات وصفاتها » والمسائل المتعلّقة بذلك ، وبزعم هؤلاء ينبغي السكوت وعدم الكلام ، إلاّ أنّ هؤلاء العلماء تكلّموا فيها ، فسمُّوا ب - « علماء الكلام » . 3 - أنّ البحث في هذا العلم إنّما بدأ من مسألة أنّ كلام الله مخلوق أم لا ، حادث أم قديم ، وقد شغلت هذه المسألة بال العلماء والمفكّرين الإسلاميين في عصر الخلفاء ، وحدثت بسبب ذلك مشاجرات وصدامات دامية ذكرها التاريخ وسجّل تفاصيلها ، وعُرفت ب - « محنة خلْق القرآن » ، وربّما كان هذا الوجه هو المشهور . هذه بعض الوجوه التي ذكرت في كلمات الأعلام في سبب التسمية . وأمّا الفِرق والمذاهب الكلامية فهي كثيرة ومتشعّبة ، ولكنّ المعروف منها في تاريخ الفكر الكلامي : المعتزلة والأشاعرة والشيعة الإمامية . وتفصيل الحديث عن هذه المذاهب ، وذكر مؤسّسيها ، والعوامل السياسية والفكرية التي أدّت إلى ظهورها ، موكول إلى محلّه . وأخيراً : ما هو الفرق بين هذا الاتّجاه واتّجاه أهل الحديث الذين هم فريق كبير من علماء المسلمين ؟ لا يخفى أنّ مصطلح أهل الحديث قد يُطلَق ويراد به أُولئك الذين اعتمدوا الحديث والرواية في مقام استنباط الفروع الدينية ، ويقع في قبالهم أهل القياس مثلاً ، وهذا خارج عن محلّ الكلام ، وقد يُطلَق ويراد به الذين اعتمدوا النصّ الديني في مقام الاستدلال على « أُصول الدين » في المقام الثاني من البحث ، وبهذا يفترقون عن المتكلّمين ، حيث إنّهم أي أهل الحديث -