responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 56


كيانها . فلهذا ذكر السبزواري أنّ المدرسة المشّائية تكتفي بمجرّد النظر والبرهان لمعرفة حقائق الأشياء .
وعلى هذا الأساس نجد أنّ من أهمّ الخطوط العامّة التي تحكم الفكر المشّائي هو موقفه السلبي تجاه أصول المكاشفة والشهود ، حيث لم تؤمن هذه الفلسفة بمعطيات هذه الأصول بنحو يجوز بناء المسائل العلمية عليها ، بينما سنرى أنّ المدرسة العرفانية وقفت في الطرف الآخر من هذه المدرسة ، وادّعت أن لا سبيل لمعرفة الحقائق واكتساب المعارف إلاّ عن طريق المجاهدة وتصفية القلب .
ولكنّ هذا الرفض المطلق لمعطيات المكاشفة والشهود لم يكن هو الاتّجاه السائد في جميع أتباع هذه المدرسة ، بل يظهر من الشيخ الرئيس نفسه في بعض كتبه ومؤلّفاته - كما في الإشارات والتنبيهات - خلاف ذلك ، حيث عقد نمطاً مستقلاًّ ، وهو النمط التاسع ، لبيان مقامات العارفين ، وقد صرّح فيه بأنّ الطريق لمعرفة الحقائق الوجودية لا ينحصر بالبرهان والاستدلال العقلي المحض على مستوى المقام الأوّل من البحث ، وإنّما يمكن الوصول أيضاً إلى تلك المعارف من خلال المكاشفات العرفانية ، وإن بقي معتقداً بأنّ السبيل الوحيد في المقام الثاني من البحث هو الاستدلال العقلي لإثبات تلك الحقائق للآخرين .
ومما ذكرناه يتبيّن الخلط الذي وقع فيه الباحث المغربي محمّد عابد الجابري - في كتابه نحن والتراث - حيث زعم أنّه لا بدّ من تصنيف « ابن سينا » على الفريق الباطني المعتقد بالكشف والشهود ، ولا يصحّ جعله في طبقة المؤمنين بالاستدلال العقلي [1] .



[1] انظر : نحن والتراث ، قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي ، محمد عابد الجابري ، المركز الثقافي العربي ، الطبعة الخامسة ، المغرب ، 1986 : ص 87 فما بعد .

56

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست