أ - المدرسة الإشراقية . ب - مدرسة الحكمة المتعالية . والضابط الذي ذكره المحقّقون لهذا التقسيم هو ما أشار إليه الحكيم السبزواري ؛ حيث قال : « ووجه ضبط افتراق أهل العلم والمعرفة إلى المتكلّم والحكيم المشّائي والإشراقي والصوفي أنّ المتصدّين لمعرفة حقائق الأشياء إمّا أن يبحثوا بحيث يطابق الظاهر من الشريعة في الأغلب ، فيقال لهم المتكلّمون ، وإمّا أن لا يراعوا المطابقة ولا المخالفة ، فإمّا أن يقتصروا على المجاهدة والتصفية فيقال لهم الصوفية ، وإمّا أن يكتفوا بمجرد النظر والبيان والدليل والبرهان فيقال لهم المشّاؤون فإنّ عقولهم في المشي الفكري ، فإنّ النظر والفكر عبارة عن حركة من المطالب إلى المبادئ ، ومن المبادئ إلى المطالب . وإمّا أن يجمعوا بين الأمرين فيقال لهم الإشراقيون ; فإنّهم لتجافيهم عن عالم الغرور واجتنابهم عن قول الزور ، مستشرفون إلى عالم النور ، فتشملهم العناية الإلهية بإشراقات القلوب وشرح الصدور » [1] . وقريب منه ما ذكره اللاهيجي في شرح رسالة المشاعر [2] .
[1] شرح الأسماء الحسنى ، شرح دعاء الجوشن الكبير ، للحكيم المتألّه المولى هادي السبزواري ، تحقيق د . نجفقلي حبيبي : ص 234 . [2] شرح رسالة المشاعر للملا صدرا ، تأليف : ملا محمد جعفر اللاهيجي ، تعليق وتصحيح ومقدمة : سيد جلال آشتياني : ص 4 .