بل هو إمّا موجود في الخارج بناءً على أصالة الوجود ، وإمّا معدوم بناءً على أصالة الماهيّة ، وهذا ما سيأتي تحقيقه في الفصل اللاحق . والحاصل : إنّ مفهوم الوجود من حيث هو ليس له من ذاته إلاّ حيثيّة عدم الإباء عن الوجود والعدم ، والإباء عن العدم هي حيثيّة مصداق الوجود في الخارج . وهذا الكلام قد أشار له الحكيم السبزواري في حواشيه على الأسفار ، حيث قال في معرض حديثه عن مفهوم الوجود : « لأنّ هذا المفهوم - أي مفهوم الوجود - يساوي الماهيّات في عدم الإباء عن الوجود والعدم ، فإنّه وجود بالحمل الأوّلي ، بل مفهوم واجب الوجود بما هو مفهوم حكمه كذا » [1] ، فكما أنّ ماهيّة الإنسان مثلاً حيثيّتها في ذاتها عدم الإباء عن الوجود والعدم ، كذلك الحال في مفهوم الوجود ، فهو من حيث ذاته لا يأبى الوجود ولا العدم . وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين < / لغة النص = عربي >
[1] الحكمة المتعالية ، صدر المتألّهين ، مصدر سابق : ج 1 ص 39 ، الحاشية رقم : ( 1 ) .