responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 43


نفسه ، وهذا قانون عامّ لا يشذّ عنه فرع من فروع المعرفة النظرية والعملية حتّى الفلسفة الأولى ، إلا أنّ الفرق بين موضوع الفلسفة الإلهية وباقي موضوعات العلوم الأخرى يكمن في أنّ موضوع الفلسفة - وهو الموجود - بديهيّ التصور وأوّلي التصديق ؛ فلا يحتاج إلى علم آخر يقوم بدور تعريف هذا الموضوع وإثبات وجوده الخارجي . وهذا بخلاف موضوعات العلوم الأخرى فإنّها محتاجة في تبيين مبادئها التصورية والتصديقية إلى الفلسفة ، لأنّه سيأتي أنّ موضوع أيّ علم يؤلّف محور مسائل ذلك العلم ، وهو الجامع بين موضوعات مسائله . وعندما لا يكون وجود مثل هذا الموضوع بديهياً فإنّه سوف يحتاج إلى إثبات ، ولا يندرج إثباته ضمن مسائل العلم نفسه ، لأنّ مسائل أيّ علم تقتصر على القضايا المبيّنة لأحوال الموضوع وأعراضه ، ولا تتعرّض لوجوده [1] .
هذا مضافاً إلى أنّ جميع العلوم التي تعتمد المنهج التجريبي لتحقيق مسائلها ، غير قادرة على إثبات أصل وجود موضوعاتها ؛ لأنّ ذلك إنّما يثبت من خلال الاستدلال العقلي البرهاني ، وهذا ما لا يتيسّر إثباته من خلال المناهج الحسّية . ففي مثل هذه الموارد أيضاً ، لا يوجد سوى الفلسفة الأولى التي تستطيع أن تقدّم العون لهذه العلوم فتثبت موضوعاتها بالبراهين العقلية .
فعلم الأخلاق مثلاً لا يتعرّض لمسألة : هل الإنسان له نفس وراء هذا البدن ؟ وإذا كانت موجودة أَمجرّدة هي أم مادّية ؟ وإذا كانت مجرّدة أهي كذلك حدوثاً وبقاءً ، أم هي مادّية حدوثاً ومجرّدة بقاءً ؟ ونحوها من المسائل المتعلّقة ب - « علم النفس الفلسفي » ، فإنّها جميعاً تقع على عهدة الفلسفة الأولى لبيان حدودها وإثبات وجودها .
نعم ، علم الأخلاق يبيّن لنا الطرق العامّة لتهذيب النفس وتجميل الروح



[1] المنهج الجديد ، مصباح اليزدي ، مصدر سابق : ج 1 ص 118

43

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست