responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 388


معروضهما ماهية الجسم ، لأنّ الماهيّة أمرٌ اعتباريّ لا معنى لاتّصافها بأنّها حارّة أو باردة ، إلاّ أنّ الحرارة والبرودة معروضهما الوجود الجسمي ، أي أنّ الجسم واسطة في الثبوت ، وليس هو واسطة في العروض ، لأنّهما لا يعرضان الجسم أوّلاً وبالذات ثمّ الوجود ثانياً وبالعرض ، بل هما يعرضان الوجود حقيقةً وذاتاً ، والجسم حيثيّة تعليليّة لذلك العروض والثبوت . فالجسم واسطة في الثبوت ، وقد ذكر بأنّ الواسطة في الثبوت لا تجعل العرض غريباً ، فيكون موضوع الفلسفة وموضوع الطبيعيّات واحداً وهو الموجود بما هو موجود ، لأنّ الأحكام والعوارض في الطبيعيّات وفي الفلسفة كلّها محمولات ذاتية للموجود ، وليست الوسائط في الأحكام الفلسفية أو الطبيعيّة إلاّ وسائط في الثبوت ، وهي لا تمنع من ذاتية العرض لذي الواسطة ، فلا فرق بين وساطة الوجوب وبين وساطة الجسم فيما يتبعهما من أحكام ، فإنّ جميعها عوارض ذاتية للموجود وهو موضوع الفلسفة ، فكما أنّ الوحدة والبساطة من عوارض الموجود الذاتية ، كذلك الحرارة البرودة من العوارض الذاتية للموجود ، سواء كانت الواسطة من المفاهيم الفلسفيّة أم من المفاهيم الماهويّة ، لأنّ الملاك في ذاتية العارض وعدمها هو كون الواسطة واسطة في الثبوت أو العروض ، بلا فرق بين المفهوم الفلسفي أو المفهوم الماهوي .
نعم ، هناك بعض الأحكام والعوارض تكون محمولات ذاتية للماهية أوّلاً وبالذات ، وتنسب إلى الوجود وتعرضه ثانياً وبالعرض ، من قبيل أنّ الجسم مركّب من الجنس والفصل ، فإنّ الجسم في مثل هذه الأحكام يكون واسطة في العروض ، وحينئذٍ تكون هذه الأحكام من العوارض الغريبة للموجود ، لأنّها تعرض ماهية الجسم أوّلاً وبالذات ، ثمّ تعرض الموجود ثانياً وبالعرض والمجاز ، فالعوارض الغريبة تختصّ بهذا النحو من الأحكام ، وأمّا العوارض التي تعرض الوجود أوّلاً وبالذات وتعرض الماهية ثانياً وبالعرض ، فهي

388

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست