responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 38


حقيقة وواقعية حتى واقعية أنفسهم .
الثانية : إنّ الإنسان يشعر - بالوجدان أيضاً - أنّ هناك واقعية وحقيقة وراء وجوده الخاصّ به . وهذا في قبال أولئك المنكرين لكلّ شيء ما عدا ذواتهم وأفكارهم ، وهذه طائفة ثانية من السوفسطائيين ولكنّها أحسن حالاً من الطائفة السابقة .
الثالثة : إنّ الإنسان يجد في نفسه القدرة على أن يقف على تلك الحقائق والواقعيات وأن يدركها - كما هي عليه في الواقع ونفس الأمر - ولكن بنحو الموجبة الجزئية . وهذا في قبال أولئك الذين آمنوا بواقعية أنفسهم ، وتحقّق واقع خارج عن وجودهم ، ولكنّهم أنكروا - أو لا أقلّ شكّكوا - في قدرة الإنسان على إصابة الواقع الخارجي والوقوف على حقيقته ، كما هو عليه في نفس الأمر .
والنتيجة الحاصلة من هذه المقدّمات : هي أنّ الإنسان لا يطلب شيئاً إلا من جهة أنّه ذلك الشئ في الواقع ، ولا يهرب من شئ ولا يندفع نحوه إلا لكونه هو ذلك الشئ في الحقيقة . وهذا الأمر الفطري لا يختصّ بالإنسان البالغ العاقل وإنّما نجده في الطفل الصغير أيضاً .
والسبب الأساس الذي يكمن وراء طلب الإنسان للحقيقة والبحث عنها هو حبّه للكمال وهروبه من النقص ، وهما أمران فطريان ، كما تقدّمت الإشارة إليه سابقاً . فمن خلال وقوفه على الموجودات الحقيقية وتمييزها عن غيرها يحاول أن يطلب تلك الحقائق التي تنسجم مع كماله الوجودي ، ويهرب من تلك الموجودات التي تتنافر ولا تتلاءم معه .
وبتعبير الحكماء : يطلب أن « يصير عالَماً عقلياً مضاهياً للعالم العيني » [1] ، و



[1] الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، الشيرازي ، مصدر سابق : ج 1 ص 20 .

38

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست