responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 376


الجسم مثلاً في الطبيعيّات ، ونجعل هذه المسألة من المسائل الطبيعيّة ؟
ولكي يتّضح الجواب عن هذا التساؤل ، نقول : ذكرنا في البحث السابق أنّ العلوم الحقيقيّة التي تعتمد منهج القياس البرهاني في تحقيق مسائلها ، لا بدّ لها من موضوع واحد تدور حوله مسائل العلم ، وإذا افترضنا أنّ العلم البرهاني يبحث فيه عن وجود الموضوع بنحو كان التامّة ، ويبحث فيه أيضاً عن العوارض الذاتية للموضوع بنحو كان الناقصة ، فإنّ هذا مرجعه إلى إنكار ما أثبتناه من ضرورة الموضوع الواحد في العلوم البرهانية ، وذلك لأنّ البحث عن الموضوع بنحو كان التامّة معناه أنّ الموضوع غير موجود ولا محفوظ في هذه المسألة ، وأمّا البحث عن عوارض الموضوع الذاتية فهو متوقّف على وجود الموضوع الواحد كما تقدّم ، وهذا يقتضي اختلاف الموضوع وتعدّده في العلوم الحقيقيّة ، إذ إنّ بعض مسائلها تبتني على فرض عدم وجود الموضوع ، وبعضها الآخر يبتني على فرض وجوده وتحقّقه خارجاً ، فلم نحفظ وحدة الموضوع في العلوم البرهانية ، وهو خلاف ما سلف من ضرورة وحدة الموضوع في مثل هذه العلوم .
إذن لا بدّ أن يُبحث مفاد كان التامّة لموضوعات العلوم في علم خارج عنها ، وليس ذلك العلم إلاّ علم الفلسفة ، الذي يُبحث فيه عن وجودات الأشياء بنحو كان التامّة .
نعم ، يمكن أن يُبحث في مقدّمة علم الطبيعيّات أو الرياضيّات عن وجود الجسم أو الكمّ ، ولكن ليست هذه المسألة من مسائل العلم ، بل تبقى مسألة فلسفيّة نقلت إلى علم الطبيعيّات أو الرياضيّات ، لأنّها من المبادئ التصديقيّة لمسائل ذلك العلم ، وقد أشار صدر المتألّهين إلى هذه الحقيقة في الفصل الأوّل ، حيث قال : « فإن اتّفق أن يذكر بعض أحوالها فيه ] أي في العلم الأسفل [ على الوجه العامّ كان ذلك على سبيل المبدئية لا على أن يكون من

376

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست