responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 370


ومسائله في الواقع الخارجي ، فهي بلا شكّ متمايزة في ذواتها تمايزاً حقيقيّاً نفس أمريّ ، وليس تمايزها بحسب الجعل والاعتبار .
والجواب عن السؤال الثاني هو : أنّ التمايز بين العلوم الحقيقيّة لا يمكن أن يكون بحسب المنهج المتّبع في تحقيق مسائلها ، لأنّ المنهج المتّبع في تحصيل اليقين في العلوم الحقيقيّة منهج واحد ، وهو منهج القياس البرهاني ، فلا تمايز بين العلوم الحقيقيّة في المناهج ، وإنّما تمايزها الواقعي والحقيقي بحسب موضوعاتها المختلفة في الواقع ونفس الأمر ، فالموضوع الواحد لعلم الفلسفة هو الموجود بما هو موجود ، وموضوع علم الرياضيّات هو الكمّ ، كما أنّ الجسم هو موضوع علم الطبيعيّات ، وهذه موضوعات مختلفة في حقيقتها وبها يقع التمايز بين هذه العلوم ، والعلوم الحقيقيّة منحصرة في هذه الأقسام الثلاثة كما تقدّم سابقاً ، ويأتي التنبيه عليه لاحقاً .
والحاصل : إنّ التمايز بين العلوم فرع وجودها في الخارج - إذ لا ميز في الأعدام من حيث العدم - وحيث ثبت أنّ الرابطة بين مسائل العلوم الحقيقيّة رابطة ذاتية تكوينيّة ، فلا بدّ أن يكون لتلك العلوم وجود خارجيّ ووحدة حقيقيّة ، وهي متمايزة بحسب وجودها الخارجي ، وليس تمايزها إلاّ في الموضوعات ، حيث يختصّ كلّ واحد منها بأعراضه الذاتية المختلفة عن الأعراض الذاتية لموضوعات العلوم الأخرى .
ومن هنا يتبيّن أنّ الفلسفة من العلوم الحقيقيّة ، لأنّ أبحاثها تتعرّض لمسائل يُطلب فيها تحصيل اليقين المنطقي ، ولا طريق له إلاّ من خلال تحصيل القياس البرهاني الذي يتوقّف على مقدّمات يقينيّة نسبة محمولاتها إلى موضوعاتها ضروريّة وكلّية ودائمة وذاتيّة ، والذاتية تعني الرابطة التكوينيّة والخارجية ، فالفلسفة علم حقيقيّ وله وجوده الخارجي ووحدته الحقيقيّة وموضوعه الخاصّ الذي يتميّز به عن سائر موضوعات العلوم الحقيقيّة الأخرى .

370

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست