responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 369


الموضوع ؟
والجواب عن هذين السؤالين اتّضح ممّا قدّمناه آنفاً في بيان موضوع العلوم الحقيقيّة التي يجري فيها القياس البرهاني ، حيث ذكرنا أنّ المسائل التي يتشكّل منها العلم البرهاني الواحد عبارة عن مجموعة من المحمولات والعوارض الذاتية التي تُنتزع في الواقع من ذات موضوع ذلك العلم ، وتُحمل عليه من دون احتياج إلى حيثيّة تعليليّة أو تقييديّة ، وثبوتها له ضروريّ وكلّي ودائمي وذاتيّ بنحو يستحيل أن تنفكّ تلك الأعراض الذاتية عن ذلك الموضوع ، وهذه رابطة تكوينيّة خارجيّة نفس أمرية بين العوارض وذات الموضوع ، ويترتّب على ذلك أنّ لكلّ علم حقيقي برهاني وجوداً خارجيّاً ووحدة حقيقيّة تبعاً لوجود مسائله ووحدة موضوعه في الواقع الخارجي ، وهو يتميّز بهذا الوجود الخارجي الخاصّ عن سائر الموجودات الأخرى تميّزاً حقيقيّاً ، والتمايز بين الوجودات الخارجيّة للعلوم الحقيقيّة إنّما هو بحسب تمايز واختلاف موضوعاتها ، فلكلّ علم من هذه العلوم موضوعه الخاصّ ، ولكلّ موضوع أعراضه الذاتية التي تختلف في الواقع ونفس الأمر عن الأعراض الذاتية لموضوعات سائر العلوم .
فالجواب عن السؤال الأوّل : هو أنّ التمايز بين العلوم الحقيقيّة تمايز حقيقيّ وواقعيّ خارجيّ ، لأنّ المطلوب في هذه العلوم تحصيل اليقين المنطقي ، ولا طريق لتحصيل هذا النحو من اليقين إلاّ من خلال القياس البرهاني ، ولا يمكن أن يتشكّل البرهان إلاّ من مقدّمات يقينيّة ، ولا تكون المقدّمات يقينيّة إلاّ إذا كانت المحمولات بالنسبة إلى الموضوعات ضروريّة وكلّية ودائمة وذاتيّة ، والذاتيّة تعني وجود الرابطة الحقيقيّة والتكوينيّة بين المحمول والموضوع ، بنحو يستحيل انفكاك أحدهما عن الآخر ، فإذا كان لكلّ واحد من العلوم الحقيقيّة وجوده الخارجي الخاصّ به تبعاً لوجود موضوعه

369

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست