والكيفيات المختصّة بالكمّيات ، فإنّها محتاجة إلى المادّة والجسم في الخارج ، كما أنّها محتاجة إلى ذلك في الذهن أيضاً ، ومن هنا أفرد لها علم خاصّ تُبحث فيه وهو علم الطبيعيّات . أضواء على النصّ 1 - قوله « قدس سره » : ( غشاوة وهميّة وإزاحة عقلية ) . ذكر صدر المتألّهين الإزاحة العقلية أوّلاً ، ثمّ انتقل بعد ذلك إلى بيان الغشاوة الوهميّة . 2 - قوله « قدس سره » : ( باحثة عن أحوال الموجود بما هو موجود ) . المراد من هذه العبارة الإشارة إلى المسائل الفلسفية التي يكون المحمول فيها مساوياً للموضوع ، وهي بدورها تنقسم إلى قسمين : القسم الأوّل : المسائل الاستغراقية الشاملة لكلّ أفراد الموضوع ، من قبيل الأصالة في قولنا : « الوجود أصيل » ، فإنّ المحمول في هذه المسألة الفلسفيّة شامل لكلّ مصداق وحصّة من حصص الموضوع بنحو الاستغراق . القسم الثاني : المسائل التي لا يكون المحمول فيها منبسطاً على جميع أفراد الموضوع ، وإنّما هو ثابت لحقيقة الوجود بما هي ، من قبيل التشكيك في قولنا : « الوجود مشكّك » ، فليس المراد إثبات التشكيك لكلّ مصداق وحصّة من حصص الوجود ، وإنّما المراد إثبات التشكيك لحقيقة الوجود بما لها من مراتب . 3 - قوله « قدس سره » : ( وعن أقسامه الأوّلية ) . من قبيل : الموجود إمّا واجب وإمّا ممكن . 4 - قوله « قدس سره » : ( من غير أن يصير رياضيّاً أو طبيعيّاً ) . ذكرنا أنّ انحصار العلوم بالإلهيّات والرياضيات والطبيعيّات ناتج عن قسمة عقلية حاصرة ، فما لم يكن المحمول رياضياً أو طبيعيّاً فهو إلهيّ لا محالة .