خارجاً فهو ممتنع عقلاً . وبناءً على دليل الحصر المذكور أطلقوا على ما هو مستغنٍ عن المادّة خارجاً وذهناً بالعلم الأعلى وهو علم الإلهيّات ، كما أطلقوا على ما هو مستغنٍ عن المادّة ذهناً لا خارجاً بالعلم الأوسط وهو علم الرياضيّات ، وأطلقوا على ما هو محتاج إلى المادّة ذهناً وخارجاً بالعلم الأسفل وهو علم الطبيعيّات . بناءً على هذه المعطيات يأتي إشكال شيخ الإشراق ، وحاصله : أنّ الوحدة والكثرة ، من مباحث العلم الإلهي التي تعرض الموجود بما هو موجود من دون أن يتخصّص بتخصّص طبيعيّ أو رياضيّ ؛ ولذا نقول : الموجود إمّا واحد وإمّا كثير ، فالوحدة والكثرة من العوارض الذاتية لموضوع الفلسفة ، مع أنّ الكثرة من خواصّ العدد الذي هو موضوع العلم الأوسط وهو الرياضيّات ، فالعدد عشرة يعني الكثير في مقابل الوحدة ، والعدد عشرة وهو الكثير قد يكون معروضه المجرّد عن المادّة في الخارج ، كما هو الحال في العقول العشرة عند المشائين ، فإنّهم يعتقدون أنّ العقول في عالم المجرّدات عشرة ، كما يعتقدون أيضاً بأنّ العقول مجرّدة عن المادّة ذاتاً وفعلاً في الخارج ، ويترتّب على ذلك أنّ الكثرة وهي العدد عشرة الذي يعرض العقول المجرّدة لا يحتاج إلى المادّة ذهناً كما هو المفروض في مطلق العدد ، ولا يحتاج أيضاً إلى المادّة في الخارج ، لأنّ معروضه العقول العشرة المجرّدة عن المادّة ، وحينئذٍ ينطبق عليه ضابط الإلهيات بالمعنى الأعمّ ، فلا بدّ أن يكون البحث عن العدد بحثاً فلسفيّاً ، هذا هو حصيلة إشكال شيخ الإشراق في المطارحات [1] . وقد ذكر صدر المتألّهين إشكال شيخ الإشراق مفصّلاً في تعليقته على إلهيات الشفاء ، حيث قال : « وهو قد فرّق بين الحساب والهندسة ، بأنّ موضوع