الجسم متحرِّك ، وكلّ متحرّك يميل إلى اتّجاه خاص ، فالمتحرّك محمول في المسألة وعرض ذاتيّ للجسم ، وهو بدوره وقع موضوعاً لمحمول آخر وهو الميل إلى اتّجاه خاصّ ، وهذا الميل أيضاً عرض ذاتيّ مساو لمحمول المسألة . القسم الخامس : المسائل التي يكون المحمول فيها عرضاً ذاتياً لمحمول من محمولات المسألة ، ولكنّه عرض عامّ للمحمول بشرط أن لا يتجاوز في عمومه موضوع نفس العلم . والحاصل : إنّ كلّ محمول بالنسبة إلى موضوع العلم أو موضوع المسألة أو محمولها يكون ذاتياً له ، ولا يوجد شئ أعمّ من موضوع العلم ولا أخصّ ممّا يُحمل عليه . وقد أشار إلى هذه الأقسام وأمثلتها صاحب الحاشية على تهذيب المنطق ، فلاحظ [1] . كما تعرّض إلى أمثلة هذه الأقسام أيضاً الحكيم السبزواري في حاشيته على الأسفار ، حيث قال : « فنذكر لك أمثلة الأقسام من العلم الطبيعي : فالعرض الذاتي لأصل موضوعه ك ( كلّ جسم له شكل طبيعي ) ، ولنوعه ك ( العنصر ينقلب إلى الآخر ) ، والعرض العامّ لنوعه ك ( العنصر متحرّك ) ، والعرض الذاتي لنوع من أعراضه الذاتية ك ( الأضواء الكوكبية مُهيّجة للنباتات ) ، والعرض العامّ لنوع من العرض الذاتي ك ( الأضواء الكوكبية سيما الشمسيّة مُسخّنة للعالم العنصري ) ومعلوم عدم التجاوز في العموم عن أصل موضوع العلم في الموضعين » [2] ، وما ذكره مبنيّ على الطبيعيّات القديمة .
[1] الحاشية على تهذيب المنطق ، المولى عبد الله ، مصدر سابق : ص 117 - 118 . [2] الحكمة المتعالية ، صدر المتألّهين : ج 1 ص 33 ، الحاشية رقم : ( 1 ) .