العلم ، من قبيل الشيئية في قولنا : « الموجود شئ » ، وبعضها الآخر محمولات ذاتية لموضوع المسألة ، من قبيل قولنا : « الممكن جوهر أو عرض » ، فإنّ الجوهرية والعرضية محمولان ذاتيان للإمكان الذي هو موضوع المسألة لا موضوع العلم ، وحينئذٍ فإنّ كلّ محمول يكون ذاتياً بالنسبة إلى موضوع المسألة وإن كان أخصّ من موضوع نفس العلم ، وبذلك يرتفع التهافت . إذن فالمراد من العرض الذاتي للموضوع في كلامهم هو الأعمّ من أن يكون عرضاً ذاتياً لموضوع العلم أو عرضاً ذاتياً لنوع من أنواع الموضوع الذي هو موضوع المسألة . وبناءً على هذا التصوّر للعرض الذاتي تكون مسائل العلم على خمسة أقسام : القسم الأوّل : المسائل التي يكون المحمول فيها مساوياً لموضوع العلم . القسم الثاني : المسائل التي يكون المحمول فيها مساوياً لموضوع مسألة من مسائل العلم ، أي عرضاً ذاتياً مساوياً لنوع من أنواع موضوع العلم . القسم الثالث : المسائل التي يكون المحمول فيها أعمّ من موضوع المسألة ، أي عرضاً عامّاً لنوع الموضوع ، ولكن بشرط أن لا يتجاوز ذلك العرض العامّ في عمومه موضوع العلم ، من قبيل ما تقدّم في قولنا : « الكيف عرض » ، فإنّ العرضية هنا أوسع وأعمّ من موضوع المسألة الذي هو الكيف ، وذلك لأنّ العرض لا ينحصر بالكيف ، وإنّما يشمل الكمّ والإضافة والجدة ونحوها ، والمحمول في المثال وإن كان أعمّ من موضوع المسألة ، لكنّه لا يتجاوز في عمومه موضوع العلم وهو الموجود في الفلسفة مثلاً ، وإذا تجاوز المحمول في عمومه موضوع العلم يكون من العوارض الغريبة . القسم الرابع : المسائل التي يكون المحمول فيها عرضاً ذاتياً لمحمول من محمولات المسألة في العلم مع مساواته لذلك المحمول ، من قبيل قولنا :