responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 305


الموضوع ومحمولاً عليه بلا واسطة ، بأن يكون الموضوع - وهو الموجود من حيث هو موجود - كافياً لانتزاع المحمول وعروضه عليه من دون احتياج إلى واسطة في العروض ، فهذه المحمولات تسمّى بالعوارض الذاتية لانتزاعها من ذات الموضوع ، كما تسمّى أيضاً بالعوارض التحليليّة المأخوذة والمستخرجة من صميم الموضوع الذي تحمل عليه ، في قبال المحمولات بالضميمة التي لا تحمل على الموضوع إلاّ بانضمام شئ آخر زائد على ذاته ، وهذه هي التي تسمّى بالعوارض الغريبة .
فالمحمول إنّما يكون عرضاً ذاتيّاً لموضوع الفلسفة فيما إذا كان منتزعاً من ذات الموجود المطلق ومحمولاً عليه بلا واسطة ، ومعنى ذلك أنّ المحمول والعرض الذاتي يُنتزع من الموضوع ويغايره بحسب التحليل العقلي ، وأمّا بحسب الواقع الخارجي فلا يوجد أي تعدّد أو مغايرة بين الموضوع وبين ما يُحمل عليه من العوارض الذاتية .
فمثلاً : عندما نقول : « الموجود من حيث هو موجود إمّا واجب أو ممكن ، وإمّا علّة أو معلول » ، فإنّ عروض الوجوب والإمكان أو العلّة والمعلول ، لا يحتاج إلى أيّ واسطة في العروض ، لأنّها عوارض تحليليّة مستخرجة ومنتزعة من ذات الموجود المطلق وتُحمل عليه بالمباشرة ، ولا يوجد أيّ تغاير بين الموجود وبين ما ويُحمل عليه من العوارض إلاّ بحسب التحليل العقلي ، وأمّا في الواقع الخارجي فلا يوجد تعدّدٌ بين الوجود وبين الوجوب والإمكان والعلّة والمعلول والوحدة والكثرة والشيئيّة وغيرها من المحمولات الفلسفيّة ، وليست تلك المحمولات من قبيل البياض والسواد والحرارة والبرودة وغيرها من العوارض التي لا يمكن حملها على الموجود إلاّ بانضمام وتوسّط شئ آخر ، وهو الجسميّة في المثال ، فإنّ الموجود ما لم يتّصف بالجسمية لا يمكن أنُ يحملَ عليه « أبيض أو أسود أو حارّ أو بارد » أو

305

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست