الأوّلُ : أنّه يُعتبرُ كونُها عارضةً للموادِّ بوجهٍ من الوجوهِ ويُبحثُ عنها بهذا الاعتبارِ في علمٍ مفردٍ ؛ فإنّ العددَ يُعتبرُ تارةً من حيثُ هو ، وبهذا الاعتبارِ يكونُ مِنْ جملةِ الأمورِ المجرَّدةِ عنِ المادّةِ ويُبحثُ عنه في باب الوحدةِ والكثرةِ مِن الأمورِ العامّةِ ، ويُعتبرُ أخرى من حيثُ تعلّقهِ بالمادّةِ لا في الوهمِ بل في الخارجِ ويُبحثُ عنه بهذا الاعتبارِ في التعاليمِ فإنّهم يبحثونَ عن الجمعِ والتفريقِ والضربِ والقسمةِ والتجذيرِ والتكعيبِ وغيرِها ممّا يلحقُ العددَ وهو في أوهامِ الناسِ أوفى موجوداتٍ متحرّكةٌ منقسمةٌ متفرّقةٌ مجتمعةٌ . والثاني : أنْ يُبحثَ عنها لا مطلقاً بل عنْ بعضِ أنواعِها التي لا توجدُ إلاّ باستعدادِ المادّةِ وحركاتِها واستحالاتِها ، فاللائقُ بالبحثِ عنه إنّما هو العلمُ الأسفلُ ، فإنْ اتّفقَ أنْ يُذكرَ بعضُ أحوالِها فيه على الوجهِ العامِّ ، كان ذلك على سبيلِ المبدئيّةِ ، لا على أن يكونَ مِن المسائل هاهنا .