responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 302


وما أظهرَ لك أنْ تتفطّنَ بأنَّ لحوقَ الفصولِ لطبيعةِ الجنسِ كالاستقامةِ والانحناءِ للخطِّ - مثلاً - ليس أنْ يصيرَ نوعاً متخصّصَ الاستعدادِ بل التخصّصُ إنّما يحصلُ بها لا قبلَها ، فهي مع كونِها أخصَّ مِن طبيعةِ الجنسِ أعراضٌ أوّليّةٌ له .
ومِن عدمِ التفطُّنِ بما ذكرناهُ ، استصعبَ عليهمُ الأمرُ حتّى حكموا بوقوعِ التدافعِ في كلامِ الشيخِ وغيرِه من الراسخينَ في الحكمةِ ، حيث صرّحوا بأنّ اللاحقَ لشئٍ لأمرٍ أخصٍّ إذا كان ذلك الشئُ محتاجاً في لحوقِه له إلى أنْ يصيرَ نوعاً ، ليس عرَضاً ذاتياً بل عرضاً غريباً ، مع أنّهم مثّلوا العرضَ الذاتيَّ الشاملَ على سبيل التقابلِ بالاستقامةِ والانحناءِ المنوِّعَينِ للخطِّ .
ولستُ أدرى أيَّ تناقضٍ في ذلك سوى أنّهم لما توهّموا أنّ الأخصَّ من الشئِ لا يكونُ عرضاً أوّليّاً له ، حكموا بأنّ مثلَ الاستقامةِ والاستدارةِ لا يكونُ عرضاً أوّلياً للخطِّ بل العرضُ الأوّلي له هو المفهومُ المردّدُ بينهما .
وممّا يجبُ أنْ يُعلمَ أنّ بعضَ الأمورِ التي ليستْ ماهيّاتُها مفتقرةً في الوجودَين العينيِّ والذهنيِّ إلى المادّةِ لكنّها ممّا قد يعرضُ لها أنْ يصيرَ رياضيّاً كالكمِّ أو طبيعيّاً كالكيفِ ، قد لا يُبحثُ عنها في العلمِ الكليِّ بل يُفردُ لها علمٌ على حدةٍ كالحسابِ للعددِ أو يُبحثُ عنها في علمٍ أسفلَ كالبحثِ عن الكيفياتِ في الطبيعياتِ وذلكَ بأحدِ وجهينِ :

302

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست