وتارةً بما يشملُ الموجوداتِ أو أكثرَها ، فيخرجُ منه الوجوبُ الذاتيُّ والوحدةُ الحقيقيّةُ والعلّيةُ المطلقةُ وأمثالُها مما يختصُّ بالواجب .وتارةً بما يشملُ الموجوداتِ ، إمّا علَى الإطلاقِ أو على سبيلِ التقابلِ بأنْ يكونَ هو وما يقابلُه شاملاً لها ، ولشمولهِ الأحوالَ المختصّةَ زِيدَ قيدٌ آخرُ وهو أنْ يتعلَّقَ بكلٍّ مِن المتقابلَينِ غرضٌ علميٌّ .واعتَرضَ عليه بعضُ أجلَّةِ المتأخِّرينَ بأنّه : إنْ أُريدَ بالمقابلةِ ما ينحصرُ في التضادِّ والتضايفِ والسلبِ والإيجابِ والعدمِ والملكةِ فالإمكانُ والوجوبُ ليسا مِن هذا القبيلِ ، إذ مقابلُ كلٍّ منهما بهذا المعنى - كاللاوجوبِ واللا إمكانِ أو ضرورةِ الطرفين أو سلبِ ضرورةِ الطرفِ الموافقِ - لا يتعلّقُ به غرضٌ علميٌّ ، وإنْ أُريدَ بها مطلقُ المباينةِ والمنافاةِ فالأحوالُ المختصّةُ بكلِّ واحدٍ مِن الثلاثةِ معَ الأحوالِ المختصّةِ بالآخرينَ تشملُ جميعَ الموجوداتِ ويتعلّقُ بجميعِها الغرضُ العلمي فإنّها من المقاصدِ العلميّة .ثمّ ارتكبوا في رفعِ الإشكالِ تمحّلاتٌ شديدةٌ .منها : أنّ الأمورَ العامّةَ هي المشتقّاتُ وما في حكمِها .ومنها : أنّ المرادَ شمولُها مع مقابلٍ واحدٍ يتعلّقُ بالطرفين غرضٌ علميٌّ ، وتلك الأحوالُ إمّا أمورٌ متكثّرةٌ وإمّا غيرُ متعلّقةٍ بطرفيْها غرضٌ علميٌّ كقبولِ الخرقِ والالتيامِ وعدمِ قبولِهما بمعنى السلبِ لا بمعنى عدمِ الملكةِ .