كونه مفكِّراً وتشكّل ذاته وحقيقته يمكن إيجازها في خمس ركائز : 1 - حبّ الاطّلاع ومحاولة الكشف عن المجهولات والوصول إلى الحقائق الواقعيّة . 2 - حبّ الخير والفضيلة ( الأخلاق والقيم ) . 3 - حبّ الجمال والميل إليه . 4 - الميل إلى الإبداع . 5 - العشق والعبادة [1] . هذه هي الأمور الفطرية الخمسة التي أودعها الله تعالى في ذات الإنسان . والإمام الخميني - في « رسالة الطلب والإرادة » - يُرجع تلك الأمور الفطريّة إلى أمر فطريّ واحد ، وهو « حبّ الكمال المطلق » الذي رُكّز في وجود الإنسان ، ومنه يتشعّب سائر الميول الفطرية ، حيث قال : « وبالجملة : الإنسان بفطرته عاشق الكمال المطلق ، ويتبع هذه الفطرة فطرة أخرى هي فطرة الانزجار عن النقص ، أيّ نقص كان » [2] . ولا شكّ أنّ الكمال المطلق والجمال الصرف والعلم والقدرة وسائر الكمالات بنحو الإطلاق واللا تناهي بلا شوب نقص أو حدّ لا توجد إلاّ في واجب الوجود وهو الله تعالى ، فالإنسان عاشق ومحبّ لكمال الله تعالى وجماله التامّ . على أساس هذه الفطرة الإلهيّة يحاول الإنسان أن يرسم لنفسه الأهداف والغايات التي ينشد الوصول إليها ، ولكن حدود وسعة معلومات كلّ إنسان
[1] الفطرة ، مرتضى مطهّري : ص 74 . [2] رسالة الطلب والإرادة ، السيّد الإمام الخميني ، ترجمة وشرح سيّد أحمد الفهري ، مركز انتشارات علمي وفرهنكي ( النشر العلمي والثقافي ) : ص 152 .