3 - قوله « قدس سره » : ( وبأنّه كلّي أو جزئي ) . المراد من الكلّية والجزئية هنا هي الكلّية والجزئية الفلسفيّة ، والكلّية بالمعنى الفلسفي مرجعها إلى المفهوم والوجود الذهني كما أنّ الجزئي الفلسفي يساوق الشخصيّة والتشخّص في الوجود الخارجي ، وليس المراد منهما الكلّي والجزئي المرتبطين بالمعقولات الثانية المنطقية ؛ إذ إنّ الكلّي والجزئي المنطقيّين داخلان في مباحث علم المنطق ولا علاقة لهما بالمسائل الفلسفيّة . 4 - قوله « قدس سره » : ( ثمّ إنّه لا يمكن أن يوصف الشئ بما يجري مجرى أوسط هذه الأوصاف إلاّ من جهة أنّه ذو كّم ) . مراده من أوسط الأوصاف هو ما ذكره بقوله : « وقد ينعت - أي الإنسان - بأنّه مساوٍ لشئ أو أصغر منه أو أكبر » ، فلا ينعت الإنسان بهذه الأوصاف إلاّ إذا كان له كمّ ، والكمّ سواء كان متّصلاً أم منفصلاً هو موضوع علم الرياضيات ، وهذا معنى أنّ الموضوع قد تخصّص تخصّصاً رياضيّاً ، فيخرج عن موضوع علم الفلسفة الذي هو الموجود المطلق من دون أن يتخصّص بقيد خاصّ . وممّا ذكرناه يتّضح المراد من قوله : « ولا يمكن أن يوصف بما يجري مجرى آخرها إلاّ من جهة أنّه ذو مادّة قابلة للتغيّرات » فإنّ آخر الأوصاف ما ذكره بقوله : « وقد ينعت بأنّه متحرِّك أو ساكن وبأنّه حارّ أو بارد » فلا يتّصف الإنسان بذلك إلاّ إذا تخصّص تخصّصاً طبيعيّاً ، أي أنّ الإنسان لا بدّ أن يكون جسماً لكي يتّصف بالحركة والسكون والحرارة والبرودة ، ويخرج حينئذٍ عن موضوع الفلسفة .