responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 246


كالرياضيّات والطبيعيّات والمنطقيات أو في الحكمة العمليّة كالأخلاقيات وغيرها ، كلّها محتاجة في مبادئها التصوّرية والتصديقيّة إلى علم أعلى وهو الفلسفة . فموضوعات سائر العلوم الجزئية أعراض ذاتية لموضوع العلم الكلّي الذي هو الفلسفة .
نعم يبقى الكلام في أنّ وجود الوسائط في المسائل الثانوية هل يوجب خروج محمولاتها عن دائرة الأعراض الذاتية لموضوع الفلسفة أم لا ؟
هذا ما سيأتي البحث عنه مفصّلاً في الأبحاث اللاحقة ، ولكن بنحو الاختصار نقول : إذا تعدّدت الوسائط بنحو يكون مانعاً من جريان البرهان العقلي في محمول المسألة ، فالمسألة حينئذٍ لا تكون من المسائل الفلسفيّة ، وأمّا إذا كان البرهان العقلي جارياً فالمسألة فلسفيّة وإن تعدّدت الوسائط بين الموضوع والمحمول .
القسم الثالث : المسائل المرتبطة بالإلهيّات بالمعنى الأخصّ ، وقد ذكر صدر المتألّهين أنّ البحث في هذا النحو من المسائل « بحث عن الأسباب القصوى لكلّ موجود معلول ، كالسبب الأوّل الذي هو فيّاض كلّ وجود معلول » . فالمبدأ الفاعلي والسبب الأوّل الفيّاض لكلّ معلول ، أحد تلك الأسباب القصوى ، ولا تنحصر تلك الأسباب بالمبدأ الأوّل ، بل المراد منها الأعمّ من المبدأ الفاعليّ والغائي والصوريّ والمادّي ، وقد صرّح الماتن بهذا المعنى في كتابه « الشواهد الربوبيّة » حيث قال : « ومن مطالب هذه الحكمة إثبات المبادئ القصوى الأربعة للموجودات ، أي : الفاعل والغاية والمادّة والصورة » [1] .
ولكن سيتّضح في مباحث العلّة والمعلول أنّ الأسباب جميعاً ترجع إلى



[1] الشواهد الربوبيّة ، صدر المتألّهين ، مصدر سابق : ص 16 .

246

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست