responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 240


2 - لا بدّ من الالتفات إلى أنّ الفلاسفة يعبِّرون تارةً عن موضوع الفلسفة بأنّه الوجود بما هو وجود ، وأخرى بأنّه الموجود بما هو موجود ، ولا شكّ أنّ التعبير الثاني هو الصحيح ؛ لأنّ الموجود يساوق الواقعية التي هي موضوع الفلسفة كما تقدّم ، وهذه الواقعية قد تكون وجوداً بناءً على أصالة الوجود ، وقد تكون ماهيّة بناءً على أصالتها . فالوجود الذي تقابله الماهيّة يقع في ضمن مسائل العلم ، وذلك عند البحث عن أصالته وعدمها في الواقع الخارجي ، فلا يمكن أن يكون موضوعاً لنفس ذلك العلم .
إذن فموضوع الفلسفة هو الموجود المساوق للواقعيّة التي لا يقابلها إلاّ القول بالسفسطة ، وهذا بخلاف الوجود فإنّ الذي يقابله هو القول بأصالة الماهيّة ، ولا يؤدّي إنكار أصالته إلى السفسطة .
وبعد الإيمان بالواقعية التي هي موضوع الفلسفة يقع البحث في كونها مصداقاً بالذات للوجود أو للماهيّة ، وليس هذا البحث إلاّ مسألة من المسائل الفلسفيّة ، فإذا أثبتنا بالدليل القول بأصالة الوجود يكون الوجود حينئذٍ مساوقاً للموجوديّة ومنطبقاً على الواقعية التي هي موضوع الفلسفة . وأمّا بناءً على ثبوت القول بأصالة الماهيّة فإنّها تكون المصداق بالذات للواقعيّة والموجوديّة ، ولا يخرج الوجود عن دائرة البحوث الفلسفيّة بعد أن تثبت اعتباريّته .
فموضوع الفلسفة هو الموجود ، سواء كان البناء على أصالة الوجود أم على أصالة الماهيّة أم كان البناء على أنّهما مصداق بالذات لتلك الواقعيّة كما هو المختار ، وسيأتي بيانه لاحقاً .
والحاصل : إنّ للقائل بثبوت الواقعيّة الحقّ في تناول أطراف البحث الفلسفي ، سواء كان قائلاً بأصالة الوجود أو أصالة الماهيّة أو أصالتهما بمعنى كونهما مصداقاً بالذات لتلك الواقعيّة ، ولا تختصّ البحوث الفلسفيّة بالقائل بأصالة الوجود فحسب .

240

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست