ومنها : طول الفترة الزمنية التي تمّ فيها تدوين هذا الكتاب الموجود ، وهذا ما يُسبّب - عادة - ضعف استذكار تفاصيل ما ذكره في البدء عندما يكون في الوسط أو الخواتيم . ولعلّ المصنّف ( كان يؤلّف أكثر من كتاب في آنٍ واحد ، ممّا قد يكون سبباً في الخلط والتداخل . ومنها : أنّ الفاصلة الزمنية الطويلة - نسبياً - التي تفصلنا عن زمان تأليف الكتاب جعلت البعض يصرّ على أنّه من ترتيب المصنّف ، مع أنّ الواقع قد لا يكون كذلك ، فنحن نجد في عصورنا هذه مجموعة من الكتب قد صدرت لمجموعة من المؤلّفين بعد وفاتهم ، حيث تولّى ذلك بعض المؤسّسات العلمية والثقافية ، فقامت بنشرها بعد جمعٍ وإضافة وحذف ؛ نظراً لكون موادّ جملة من تلك الكتب هي عبارة عن محاضرات ومقالات وحوارات ولقاءات وما شابه ذلك ، وهذا ما نجده واضحاً في مجموعة من كتب الشهيد مرتضى المطهري ( وغيره من الأعلام . وعليه فلو تصوّرنا قارئاً بعد مئة عام من الآن قد اطّلع على هذه الكتب المعدّة ، فإنّه سوف يعتقد بأنّها من تأليف وترتيب وتنظيم نفس المؤلّف ، وكم لمثل هذا الشاهد من نظير ، بل هنالك مجموعة من الكتب المشهورة منسوبة إلى غير أصحابها ، كما هو الحال في تفسير القرآن المنسوب إلى الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي ، مع أنّ التحقيق قد أثبت أنّه كتاب « تأويل القرآن الكريم » للشيخ عبد الرزاق القاساني [1] .
[1] انظر : منازل السائرين ، مصدر سابق : ص 24 ، حيث أكّد محقّق الكتاب الأستاذ محسن بيدافر هذه الحقيقة .