responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 187


وحقّ اليقين المشار إليه في قوله تعالى : * ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ) * [1] .
وفي ذلك يقول الحكيم الإلهي القمشئي ( : « إنّ القوّة النظريّة والعملية متكافئتان في الأنوار والآثار ، وبالأُولى يحصل علم اليقين وبالثانية يحصل عين اليقين وحقّ اليقين » [2] .
وعلم اليقين كما يرى الآملي في جامع أسراره إنّما يكون لأرباب العقول ، وهو ما كان بشرط البرهان ، وعين اليقين هو لأصحاب العلوم الحقيقية الإلهية وهو بحكم البيان ، وحقّ اليقين يكون لأصحاب المعارف الحقّة من الأنبياء والأولياء والكُمّل الذين حصّلوا معرفة الله تعالى ومعرفة الأشياء ، وهذا النوع الأخير هو ما كان بنعت العيان [3] .
ولا شكّ أنّ التكافؤ المنشود بين القوّتين النظريّة والعملية لا يستقيم مع أيّ مبنى من مباني الحكماء ، فمن الواضح أنّ هنالك بوناً شاسعاً بين مباني حكمة المشّاء القائلة بأنّ « الوجود حقائق متباينة بتمام الذات يتميّز كلّ منها عن غيره بتمام ذاته البسيطة لا بالجزء ولا بأمر خارجي » [4] في حين يرى العرفاء في قبال ذلك أنّ الوجود واحد لا ثاني له ، هذا فضلاً عن تقاطعهم الكامل في المنهج المتّبع لكلا المدرستين ، حيث يرى حكماء المشّاء طريق العقل والبرهان فقط لا غير ، في حين يرى العرفاء طريق الكشف والمشاهدة والوجدان فقط لا غير ، وشتّان ما بين المنهجين ، ولذا فإنّ المسافة شاسعة بينهما والفجوة كبيرة .
وفي ضوء ذلك الاختلاف في المنهج حاولت مدرسة الحكمة المتعالية بمشروعها التوفيقي الجمع بين البرهان والقرآن والعرفان - أي : بين العقل



[1] الواقعة : 95 .
[2] الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، مصدر سابق : ج 1 ص 16 .
[3] جامع الأسرار ومنبع الأنوار ، للسيد حيدر الآملي ، مصدر سابق : ص 602 .
[4] نهاية الحكمة ، مصدر سابق : ص 24 .

187

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست