responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 133


وقد أطلعني اللهُ فيه على المعاني المتساطعةِ أنوارُها في معارفِ ذاتِه وصفاتِه ، مع تجوالِ عقولِ العقلاءِ حولَ جنابِه وترجاعهمْ حاسرينَ ، وألهمَني بنصرِه المؤيِّدِ به مَن يشاءُ مِن عبادِه الحقائقَ المتعاليةَ أسرارُها في استكشافِ مبدئِه ومعادِه ، مع تطوافِ فهومِ الفضلاءِ حريمَ حماهُ ، وتردادِهم خاسرينَ .
فجاء بحمدِ الله كلاماً لا عوجَ فيه ، ولا ارتيابَ ولا لجلْجةَ ولا اضطرابَ يعتريه ، حافظاً للأوضاع ، رامزاً مشبعاً في مقام الرمز والإشباع ، قريباً من الأفهامِ في نهايةِ علوِّه ، رفيعاً عالياً في المقام مع غايةِ دنوِّه ، إذ قد اندمجتْ فيه العلومُ التألّهيةُ في الحكمة البحثيةِ ، وتدرّعتْ فيه الحقائقُ الكشفيةُ بالبياناتِ التعليميةِ ، وتسرْبَلَتْ الأسرارُ الربانيةُ بالعباراتِ المأنوسةِ للطباع ، واستُعمِلتْ المعاني الغامضةُ في الألفاظِ ، القريبةُ من الأسماع . فالبراهينُ تتبخترُ اتّضاحاً ، وشُبَهُ الجاهلينَ للحقِّ تتضاءلُ افتضاحاً .
انظرْ بعينِ عقلِك إلى معانِيه ، هل تنظرُ فيه مِن قصورٍ ؟ ثمّ ارجعِ البصرَ كرّتين إلى ألفاظِه ، هل ترى فيه مِن فطور ؟
وقد أشرتُ في رموزِه إلى كنوزٍ من الحقائقِ لا يهتدي إلى معناها إلّا مَن عنّى نفسَه بالمجاهداتِ العقليةِ حتّى يعرفَ المطلبَ ، ونبّهتُ في فصولِه إلى أصولٍ لا يطّلعُ على مغزاها إلّا من أتعبَ بدنَه في الرياضاتِ الدينيةِ لكيلا يذوقَ المشربَ .
وقد صنّفتُه لإخواني في الدين ، ورفقائي في طريق الكشفِ واليقين ، لأنّه لا ينتفعُ بها كثيرَ الانتفاعِ إلّا مَن أحاط بأكثرِ كلامِ العقلاءِ ، ووقفَ

133

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست