responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 124


الذي يُزالُ به الكمهُ عن حدقةِ نفسهِ الموجودِ فيها ، بسببِ انحصارِها في عالمِ الغربةِ ، ووجودِها في دار الجسدِ ، واحتباسِها عن ملاحظةِ جمالِ الأبدِ ، ومعاينةِ الجلالِ السرمدِ .
ولا شكّ أنّ أقصى غايةٍ يتأتَّى لأحدِ الموجوداتِ الوصولُ إليها هو الكمالُ المختصُّ به ، والملائمُ المنسوبُ إليه ، وكلّما انحطَّ عنه فهو نقصانٌ بالحقيقةِ فيه ، وإن كان كمالاً بالإضافةِ إلى ما في رتبةِ الوجودِ تاليه ، وما من دابّةٍ فما دونها إلّا ومِن شأنها البلوغُ إلى أقصى ما لها في ذاتها ، ما لم يُعقْها عائقٌ .
ولنوعِ الإنسانِ كمالٌ خاصٌّ لجوهر ذاتِه وحاقِّ حقيقتِه ، لا يفوقُها فيه فائقٌ ، ولا يسبقُ به عليها سابقٌ ، وهو الاتّصالُ بالمعقولاتِ ، ومجاورةُ الباري ، والتجرّدُ عن المادّياتِ ، وإنْ كانتْ له مشاركةٌ بحسب كلِّ قوةٍ توجَدُ فيه لما يساويهِ من تلك الجهةِ أو يليه ، فلسائر الأجسامِ في حصولِه في الحيّزِ والفضاءِ ، وللنباتِ في الاغتذاءِ والنماءِ وللعجمِ مِن الحيوانِ في حياتِه بأنفاسِه وحركتِه بإرادتِه وإحساسِه ، وتلك الخاصّية إنّما تحصُل بالعلوم والمعارفِ ، مع انقطاعٍ عن التعلّقِ بالزخارف .
ثمّ لمّا كانت العلومُ متشعّبةً ، وفنونُ الإدراكات متكثّرةً ، والإحاطة بجملتِها متعذّرةً أو متعسّرةً ؛ ولذلك تشعّبت فيه الهممُ كما تفنّنتْ في الصنائع قدمُ أهلِ العالم ، فافترقتْ العلماءُ زمراً ، وتقطّعوا أمرَهم بينهمْ زُبراً ، بينَ معقولٍ ومنقولٍ ، وفروعٍ وأصولٍ ، فهمّةٌ نحوَ نحوٍ وصرفٍ وأحكامٍ ، وهمّةٌ نحوَ فقهٍ ورجالٍ وكلام .

124

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست