مرفوع ، فإنّ المجعول في هذا المثال من الأمور الاعتبارية التي لا وجود لها إلاّ في عالم الاعتبار ، ولا توجد أيّ علاقة أو رابطة ذاتية بين الفاعل وبين الرفع في الواقع ونفس الأمر . فالعلوم الحقيقيّة هي التي تكون محمولاتها بالإضافة إلى موضوعاتها من الأمور التكوينيّة الخارجيّة ، والعلاقة بينهما علاقة ذاتيّة واقعيّة . والعلوم الاعتبارية هي التي تكون محمولاتها - على أقلّ تقدير - من الأمور الجعلية الاعتباريّة ، ولا توجد بينها وبين الموضوعات علاقة ذاتية أو رابطة تكوينيّة . والفلاسفة والحكماء يعتقدون بأنّ العلوم الحقيقيّة تنحصر بالإلهيّات وهو العلم الأعلى ، والرياضيّات وهو العلم الأوسط ، والطبيعيّات وهو العلم الأسفل ؛ وذلك لوجود محمولاتها في الواقع الخارجي ، وارتباطها ارتباطاً ذاتيّاً بمحمولاتها . 3 . اشتراط اليقين المنطقي في المسائل الاعتقادية من المسائل الكلامية المهمّة التي وقع البحث فيها بين الأعلام ، هي أنّ الأمور العقائدية وكلّ ما يرتبط بمباحث الرؤية الكونية من المبدأ والنبوّة والمعاد ونحوها ، أيكفي فيها الاطمئنان العقلائي ، أم يشترط فيها تحصيل العلم واليقين ؟ بعبارة شاملة : هل يشترط في تحصيل الاعتقاد بنتيجة من النتائج أن تكون تلك النتيجة يقينيّة ؟ ولو افترضنا أنّ اليقين هو المطلوب في تحصيل الأمور الاعتقادية ، فهل المطلوب هو اليقين البسيط ، وهو العلم بثبوت المحمول للموضوع فحسب ، أو يشترط حصول اليقين المركّب بثبوت أحدهما للآخر ؟