responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 271

إسم الكتاب : الفلسفة ( عدد الصفحات : 470)


الأدلّة على بداهة مفهوم الموجود المطلق بعد أن اتّضحت هذه المقدّمات الأربع ، نشرع في بيان الشواهد والأدلة التي ساقها صدر المتألهين للبرهنة على بداهة مفهوم الموجود المطلق الذي هو موضوع الفلسفة :
الدليل الأول : لو لم يكن مفهوم الموجود المطلق بديهياً وبيّناً بنفسه للزم الاحتياج إلى البحث عنه في علم آخر أسبق من الفلسفة وأعلى وأعمّ منها موضوعاً ، إلا أنّ هذا خلف ما تقدّم سابقاً من أنّ الفلسفة هي أمّ العلوم وهي العلم الأعلى ، وأنّ سائر العلوم الأخرى محتاجة إليها في إثبات موضوعاتها ، فكيف تكون هي محتاجة في تعريف وبيان موضوعها إلى تلك العلوم ؟ !
فحيث إنّ الموجود المطلق وقع موضوعاً للعلم الأعلى ، ولا صلاحية للعلوم الأخرى أن تتعرّض لموضوع ذلك العلم ، فيثبت بذلك بداهة مفهومه وعدم احتياجه إلى التعريف ، وإلّا لم يكن موضوعاً للعلم الأعلى ، وهو خلف .
والحاصل : إنّ مفهوم الموجود المطلق لا يبحث عنه في الفلسفة ، لأنّه من المبادئ التصوّرية ، وقد تقدّم أنّها خارجة عن مسائل العلم ، ولا يمكن أن يبحث عنه في سائر العلوم الأخرى ، لأنّه موضوع للعلم الأعلى ولا يوجد علم أسبق وأعلى وأعمّ من الفلسفة كي يبحث فيه ، فلا بدّ أن يكون بديهيّاً وغنيّاً عن التعريف ، بل لا يمكن أن يذكر له تعريف حقيقيّ في أيّ من العلوم ، لا أنّه غنيّ عن التعريف فحسب [1] .



[1] ولكن يمكن إنكار الملازمة المزعومة ، إذ قد يكون موضوع الفلسفة نظريّاً من جهة مبدئه التصوّري والتصديقي ، ومع ذلك لا يبحث عنه في سائر العلوم الأخرى ، وإنّما نبحث في إثبات هاتين المسألتين في مطلع علم الفلسفة كمبادئ تصوّرية وتصديقيّة ممهّدة للدخول في مباحث المسائل الفلسفيّة ، فاللازم الذي ذكره لازم أعمّ لا يثبت مقصوده .

271

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست