وقال بعض المحقّقين في حاشيته على « تمهيد القواعد » عند تعليقه على العبارة السابقة : « واعلم : أنّ حاصل الفرق بين موضوع علم الحقائق والفلسفة أنّ الوجود من حيث هو على أن تكون الحيثيّة عنواناً للإطلاق - لا قيداً احترازيّاً يحترز به عمّا يكون في وجوده وحدوده محتاجاً إلى المادّة - موضوع لعلم الحقائق ، وهو من حيث هو على أن تكون الحيثيّة قيداً احترازيّاً موضوع للفلسفة » [1] . هذا ، وتفصيل البحث في هذه المسألة موكول إلى مباحث العرفان النظري . 3 - مسائل الفلسفة ذكر صدر المتألّهين أنّ مسائل الفلسفة تنقسم إلى ثلاثة أقسام : القسم الأوّل : المسائل المرتبطة بالأمور العامّة للموجود بما هو موجود ، من دون أن تختصّ أو تنحصر بنوع من أنواع الموجود ، وهي المسائل التي تعرض موضوع الفلسفة مباشرةً وبلا واسطة ، وذلك من قبيل : أنّ الوجود - بما هو وجود - أصيل ، وأنّه حقيقة واحدة مشكّكة ، ومن قبيل : أنّ الموجود قد يكون واجباً وقد يكون ممكناً ، وأنّه إمّا علّة أو معلول . ومن خلال الأمثلة المذكورة يتّضح أنّ مسائل الأمور العامّة التي تعرض موضوع الفلسفة مباشرةً على نحوين : النحو الأوّل : وهي المسائل التي يكون المحمول فيها مساوياً للموضوع كما هو الحال في القبيل الأوّل من الأمثلة المتقدِّمة . فالأصالة في قولنا : « الوجود أصيل » تساوي الوجود ؛ إذ كلّ ما هو موجود فهو أصيل ، وكلّ أصيل فهو موجود ، وذلك بمعنى العينيّة بينهما من حيث المصداق في الخارج .