responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 216


« والحكم بوجودها تحقيقاً بالبراهين لا أخذاً بالظنّ والتقليد » والبرهان هو القياس المؤلّف من قضايا يقينيّة ، ويشترط في القضايا اليقينيّة في القياس أن تكون ضروريّة الصدق ودائمة الصدق بحسب الأزمان ، وكلّية في الصدق بحسب الأحوال ، وأن تكون ذاتيّة المحمول للموضوع ، فإذا كانت قضايا القياس بهذه الصورة فإنّه يكون قياساً برهانيّاً ، وتكون نتيجته يقينيّة باليقين المنطقي المركّب ، والذي يعني العلم بضرورة ثبوت المحمول للموضوع واستحالة انفكاك أحدهما عن الآخر في جميع الأحوال والأزمنة .
إذن فالمنهج المتّبع في تحقيق مسائل الفلسفة هو المنهج البرهاني الذي ينتج اليقين المضاعف ، ولا يُتّبع منهج الظنّ والتقليد في إثبات المسائل الفلسفيّة ، وليس مراد صدر المتألّهين من التقليد مطلق النقل ولو كان نقلاً قطعيّاً عن المعصوم ، وإنّما مراده من التقليد هو المتابعة من غير دليل ، وأمّا كلام المعصوم القطعي فهو من الأدلّة التي تفوق الأدلّة العقليّة بمراتب ، فالكلام الثابت عن المعصوم بالقطع واليقين يقع في الحدود الوسطى للبرهان ، وينتج اليقين المنطقي المركّب ، وهو المطلوب في تحقيق مسائل الفلسفة .
الأمر الخامس : أهمّية الفلسفة ومنزلتها يقول صدر المتألّهين بأنّ شرف الحكمة ومنزلتها يمكن أن يلاحظ من جهات عديدة ، ويذكر من تلك الجهات أنّ الحكمة - ويقصد الحكمة الإلهيّة - هي السبب في إيجاد عالم الممكنات على أساس النظام الأحسن والأكمل ، وسيأتي في مباحث الإلهيّات بالمعنى الأخصّ أنّ الحكمة الإلهيّة هي العلم بالأشياء على الوجه والنظام الأكمل ، وهذا العلم هو السبب في إيجاد الأشياء على ذلك النحو من النظام ; لأنّ الفلاسفة يُرجعون الإرادة إلى العلم بالنظام الأصلح الذي هو الحكمة عندهم ، فتكون الحكمة هي العلّة لإيجاد عالم

216

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست