هو الرسالة ، وأنّ الحاكم في باطن ذلك هو الولاية . ومن هنا نفهم أنّ العرفاء غير المعصومين مهما وصلوا وارتقوا ، فإنّهم لم ولن يبلغوا مقام الرسالة والولاية التي ارتقاها الرسول الأكرم « صلى الله عليه وآله » ، وبذلك ننتهي إلى نتيجتين مهمّتين : الأولى : هي عدم حاجة المسلمين إلى شريعة أخرى ؛ لأنّ شريعتهم هي الخاتمة ، بمعنى الأتمّ و الأكمل . الثانية : احتياج الجميع من أتباع الشرائع السماوية السابقة والديانات الوضعية إلى شريعة الخاتم « صلى الله عليه وآله » ما داموا طالبين للكمال والتكامل . مكانة أهل البيت « عليهم السلام » في سُلّم الولاية لا شكّ أنّ أئمّة أهل البيت « عليهم السلام » لم ينل أحد منهم مقام الرسالة ؛ ولذا فهم أتباع الشريعة المحمّدية وهم روّادها وأقطابها ، فنالوا بذلك شرف الخلافة الحقّة والسيادة والقيادة بعد الرسول الأكرم « صلى الله عليه وآله » ، ولكنّ عدم وصولهم إلى مقام الرسالة لم يمنع من أن يرتقوا في مقام الولاية أعلى المراتب والدرجات ، فكانوا نفس الرسول الأكرم « صلى الله عليه وآله » في هذا الشأن [1] . ومن هنا تفهم أنّ النبيّ الأكرم « صلى الله عليه وآله » وأهل بيته « عليهم السلام » قد أكملوا جميعاً أسفارهم الأربعة بأعلى مراتبها ، وكان مقتضى ذلك هو وجود شريعة لكلّ واحد منهم ، ولكنّك عرفت ممّا تقدّم أنّ النبوّة قد خُتِمَت بالرسول الأكرم الخاتم « صلى الله عليه وآله » ، فكانوا « عليهم السلام » أتباعاً للرسول « صلى الله عليه وآله » في شريعته ، ولكن دون أن يُنقص ذلك من شأنهم شيئاً ، فالخاتمية اقتضت التابعية مع بقاء ما لهم من الولاية
[1] لا شكّ أنّ أمير المؤمنين علياً « عليه السلام » هو نفس النبي الأكرم « صلى الله عليه وآله » وبنصّ القرآن الكريم : * ( فقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبْنَاءَنَا وَأبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأنْفُسَنَا وَأنْفُسَكُمْ . . . ) * - آل عمران : 61 - . فهو في مرتبته في مقام الإمامة والولاية .