responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 170


3 . إمكانية تكرر الرجوع إلى هذا السفر بعد أنّ كان السير في السفر الثاني غير متناه ويأخذ السالك منه بحسب وعائه ، فإنّ الرجوع إلى هذا السفر مرّة أخرى سيكون ممكناً إذا انتقل إلى السفر الثالث أو الرابع ، ويبقى الطريق مفتوحاً ومشرعاً أمام السالك للعودة والتزوّد مرّة أخرى ما دام السفر غير متناه ، وهذا الأمر مفقود بالنسبة للسفر الأوّل ، فإنّ السالك بعد أن غادر عالم الكثرة الحقيقية وعالم المادّة لن يعود إلى تلك الكثرة الحاجبة للوحدة مرّة أخرى .
نعم ، هنالك عودة أخرى - كما سيأتي - ولكنّها عودة إلى الخلق وعالم الكثرة دون الاحتجاب عن عالم الوحدة .
بعبارة أخرى : لا عودة للسالك إلى عالم الحُجب الظلمانية المرتبطة بنشأة المادّة والحُجب النورية المرتبطة بنشآت ما فوق المادّة ، وإذا ما عاد إلى عالم المادّة والكثرة كما هو الحال في السفر الثالث والرابع ، فإنّها عودة أخرى تختلف تماماً عمّا كان عليه في أوّل الطريق ، فهنالك كان السالك محجوباً عن الوحدة بحُجب ظلمانية وأخرى نورانية [1] ، وأمّا في عودته فإنّه يعود وهو



[1] إنّ ترك المأمور به ( الواجبات أو المستحبّات ) وفعل المنهيّ عنه ( المحرّمات والمكروهات ) يُوجب حُجباً ظلمانية في القلب ، وهذا واضح . وأمّا الحُجب النورانية فإنّ العبد يكون فيها مطيعاً حيث امتثل للأوامر وانتهى عن النواهي ، ولكن كان ذلك منه طلباً للثواب وتجنّباً للعقاب ؛ بعبارة أُخرى : إنّ عبادته كانت عبادة التجّار ( طلب الأجر ) أو عبادة العبيد ( تجنّب العقاب ) وهذه العبادات وإن كانت مقبولة ، ولعلّها تُدخله الجنّة ، إلاّ أنّها لا تخرج عن كونها حُجباً تحجبه عن المقصد والمنتهى وهو الله تعالى ، نعم هي حُجب نورانية لأنّها مأمور بها في صورة الفعل ومنهيّ عنها في صورة الترك . وأمّا من عبادته عبادة الأحرار فذلك الذي كان مقصده الأوحد هو الله تعالى فلم تحجبه تلك الحُجب عن محبوبه الأوحد وقبلته الأولى وكعبته المُثلى . قال أمير المؤمنين علي « عليه السلام » « إنّ قوماً عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجّار ، وإنّ قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإنّ قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار » ، نهج البلاغة ، نسخة المعجم المفهرس ، مصدر سابق : 171 ، رقم الحكمة : 237 .

170

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست