بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف الحمدُ للهِ فاعلِ كلِّ محسوسٍ ومعقولٍ وغايةِ كلِّ مطلوبٍ ومسؤولٍ ، والصلاةُ على صفوةِ عبادِه وهداةِ الخلق إلى مبدئِه ومعادِه ، سيّما سيدِ المصطفَين محمّدٍ المبعوثِ إلى كافّةِ الثقلينِ . اللّهمَّ فصلِّ عليه وعلى الأرواحِ الطاهرةِ مِن أهلِ بيتِه وأولادِه ، والأشباحِ الزاهرةِ مِن أوليائِه وأحفادِه .وبعدُ فيقولُ الفقيرُ إلى رحمةِ ربِّه الغنيِّ محمّدٌ المشتهرُ بصدر الدينِ الشيرازيِّ :إنّ السعادةَ ربّما يُظنُّ بها أنّها الفوزُ بالدرجاتِ الحسّيةِ والوصولُ إلى الرياساتِ الخياليةِ . وما أبْينَ لمنْ تحقّق الأمورَ وتفطّنَ بالمعارفِ أنّ السعاداتِ العاجليةِ واللذّاتِ الحسّية الفوريّةِ ليس شئٌ منها سعادةً حقيقيةً ، ولا ينالهُا بهجةٌ عقليةٌ ؛ لما يرى كلاًّ من متعاطيها منهمكاً فيما انقطعتْ السكيناتُ الإلهيّةُ عن حواليه ، وامتنعتْ المعارفُ الربوبيةُ عن الحلولِ فيه ، وتعذّرَ عليه إخلاصُ النيّةِ الإلهية الصادرةِ عنْ حاقِّ الجوهرِ النطقيِّ ، مِن غيرِ معاوقةِ همّةٍ دنياويّةٍ ، أو مصادمةِ طلبةٍ عاجليةٍ ، التي يُرجى بها نيلُ السعادةِ الحقيقية وتعاطيها ، والاتصالُ بالفيضِ العلويِّ