11 - سبب التسمية ربما كان ابن سينا أوّل من استخدم اصطلاح « الحكمة المتعالية » حيث قال في الفصل التاسع من النمط العاشر من المجلد الثالث من كتابه ( الإشارات ) : « ثمّ إنّ كان ما يلوحه ضرب من النظر مستوراً إلاّ على الراسخين في الحكمة المتعالية » . وقال المحقّق الطوسي في شرحها : « وإنّما جعل هذه المسألة من الحكمة المتعالية ، لأنّ حكمة المشّائين حكمة بحثية صرفة ، وهذه وأمثالها إنّما تتمّ مع البحث والنظر بالكشف والذوق . فالحكمة المشتملة عليها متعاليةٌ بالقياس إلى الأوّل » [1] . واستعملها القيصري ( شارح الفصوص ) في رسالة في « التوحيد والنبوّة والولاية » ، فقال : « والمغايرة بينهما كالتغاير بين الكلّي وجزئيه لا كالتغاير بين الحقيقتين المختلفين كما ظنّ المحجوبون ممن لا يعلم الحكمة المتعالية » [2] . فالحكمة المتعالية تتعالى عن الحكمة المطلقة بعدم اعتمادها على البحث الصرف والاعتناء بالكشف والذوق ، وقد وجد صدر المتألّهين بغيته في هذه الطريقة ، وعلى هذا الأساس سمّى بها كتابه الأساسي والكبير « الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة » .
[1] الإشارات والتنبيهات ، للشيخ أبي علي حسين بن عبد الله بن سينا ، الجزء الثالث في علم ما قبل علم الطبيعة ، مع شرحي المحقق نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي والعلامة قطب الدين محمّد بن محمّد بن أبي جعفر الرازي : ج 3 ص 401 . [2] تفسير القرآن الكريم ، صدر الدين الشيرازي ، مصدر سابق : ج 1 ص 22 ، المقدّمة .