responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 271


من الرحمة العامة الصفاتية ومن حكم الرحمة الذاتية التي [1] وسعت كل شيء ، فكان بحكمها [2] ايضا صفة العموم ، ولهذا عم حكم سليمان وتصرفه في العالم ، فسخر الله له العالم الأعلى والأسفل .
4 / 16 واما تسخيره له العالم السفلى فواضح ، لتحكمه في الجن والانس والوحش والطير وسائر الحيوانات البرية والبحرية ، وتعدى حكمه الى العناصر ، فسخر الريح [3] تجرى بامره وسخر له الماء يغوص له فيه الشياطين النارية ، وهذا من اعظم تسخيرات الجمع بين ما من النار مع [4] الماء - مع [5] تضاد طبائعهما - ولذلك نبه سبحانه على ذلك بقوله : * ( ومن الشَّياطِينِ من يَغُوصُونَ لَه ويَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ ) * [ الأنبياء / 82 ] فأخبر ان كل ما كانوا يعملون له فهو دون غوصهم - لما ذكرت من صعوبة الجمع بين الاضداد - وسخرت له الأرض ايضا يتبوأ منها حيث يشاء [6] .
5 / 16 واما تسخير الجن له العالم [7] العلوي فواضح ايضا عند المستبصرين ، فان كل ما تيسر له عليه السلام في هذا العالم فإنه من آثار تسخير الله له ذلك العالم وتعليمه إياه اسباب التصريفات . فافهم ، فهذا من آثار حكم العام الخصيص [8] بالرحمة العامة .
6 / 16 واما الرحمة الخاصة الذاتية فهي العناية والمسماة ايضا بقدم صدق التي هي من [9] آثار حب الحق بعض عباده ، لا لموجب معلوم على التعيين من علم او عمل او غيرهما من الأسباب والوسائل ، واليه الإشارة بقوله تعالى في حق الخضر : * ( آتَيْناه رَحْمَةً من عِنْدِنا وعَلَّمْناه من لَدُنَّا عِلْماً ) * [ الكهف / 65 ] .
7 / 16 واما الرحمة الخاصة الصفاتية فخصيص بالسعداء وينقسم حكمها الى قسمين : قسم موقت وقسم غير موقت ، فالموقت يختص بالسعداء في الدنيا



[1] . الذاتية العامة التي : ج .
[2] . لحكمها : ج .
[3] . له الريح : ج .
[4] . مأمن النار : س ، م .
[5] مع الماء وما من الماء مع : ج .
[6] . يشاء ومتى شاء : ج .
[7] . والعالم : س ، م .
[8] . الحكم الخصيص : ج .
[9] . الصدق الذي من : ج .

271

نام کتاب : الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست