نام کتاب : الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص نویسنده : أبي المعالي القونوي جلد : 1 صفحه : 198
سبوح قدوس سبقت رحمتى غضبى . فقرن القدوس بالسبوح [1] ، ففي القدوسية معنى يوهم تطرق وصف ناقص الى ذلك الجناب ، وان لم يعلم الواصف وجه النقص في ذلك التقديس ، ويعلمه [2] من يعلم علو الموصوف به عن ان يلم به [3] مثل ذلك . 3 / 4 واما سر اختصاص هذه الصفة بإدريس عليه السلام : فلأجل ان الكمال الذي حصل له انما كان بطريق التقديس ، وهو تروحنه [4] وانسلاخه عن الكدورات الطبيعية [5] والنقائص العارضة له من المزاج العنصري . 4 / 4 وايضا فإنه لما قيل فيه انه رفع مكانا عليا ، والعلو - كما ذكر الشيخ رضى الله عنه - على قسمين : علو مكان وعلو مكانة ، وأخبر الحق انه تعالى مع كل شيء ، والأشياء لا تخلو عن احد العلوين ، وجب من هذا ان يكون الحق منزها عنهما نفيا للاشتراك . فاما تنزهه [6] عن علو [7] المكان [8] فواضح لعدم تحيزه . واما تنزهه عن علو المكانة [9] : فان كل [10] على بمكانة فإنه [11] يتقيد بها ، وان علوه انما يثبت بها ومن حيث هي - لا غير [12] - ولهذا [13] الاشتراك المتوهم قال سبحانه : * ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) * [ الأعلى / 1 ] بمعنى انه متى توهم لاحد [14] وأضيف الى [15] الحق بحسب معتقدهم فيه ، فالحق اعلى من ذلك . 5 / 4 والسر فيه : الحق [16] في كل متعين غير متعين ، فكما ينتفي عنه الإشارة الحسية ، كذلك ينتفي عنه الإشارة العقلية ، فتقدس [17] عما يتوهم فيه من الاشتراك بسبب [18] المفهوم من المعية وبسبب [19] المفهوم من علو المكانة ، وكما لم يكن الحق مقيدا بمكانة مخصوصة يتقيد علوه من حيثها ويقتصر عليها ، كذلك كان
[1] . السبوح بالقدوس : س ، م . [2] . ويعلم : ج . [3] . به يلم : م . [4] . تروحه : س ، م . [5] الطبيعة : د . [6] . تنزيهه : س ، م . [7] . العلو : س ، م ، د ، ج . [8] . المكاني : ج . [9] المكانية : ج . [10] . كان : س ، م . [11] . فان : س ، م . [12] . لا غيره : س . م . [13] . لهذا : ج . [14] . متى يتوهم علو لاحد : س ، م ، د ، توهم علو لاحد : ج . [15] . او أضيف العلو الى : ج . [16] . ان الحق : س ، م ، د . [17] . فيتقدس : ج . [18] . بحسب : س ، م . [19] . بحسب : س ، م .
198
نام کتاب : الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص نویسنده : أبي المعالي القونوي جلد : 1 صفحه : 198