responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 548


وكذلك الملك والملك والملك والمالك والقادر والمقدور والمريد والمراد والعالم والمعلوم غير أن العالم والمعلوم قد تكون العين واحدة لأنه قد يكون العالم يعلم نفسه فهو المعلوم لنفسه وهو العالم بنفسه فهو العالم المعلوم له بخلاف المريد والمراد لأن المراد لا يكون أبدا إلا معدوما ولا يكون المريد إلا موجودا وكذلك القادر والمقدور لا يكون المقدور أبدا إلا معدوما فإذا وجد فلا معدم له بعد وجوده إلا بنفسه أو إمساك شرط بقائه أي بقاء الوجود عليه غير ذلك لا يكون فقوله إن يشاء يذهبكم يريد به مسك الشرط المصحح لبقاء الوجود عليكم فتنعدمون إذ لم يوجده سبحانه فإن له التخيير في إيجاد كل ممكن أو تركه على حاله من اتصافه بالعدم فإذ قد علمت بما ذكرناه ما هو الزمان فبعد ذلك أدخل مع الناس فيما دخلوا فيه من أن الزمان الليل والنهار والأيام أو الزمان مدة متوهمة تقطعها حركات الأفلاك أو الزمان مقارنة حادث لحادث يسأل عنه بمتى وأمثال هذه الأقوال ولا يضرك القول بها فإنها قد استقرت ولها صحة في النسب الزماني والله يقدر الليل والنهار بالإيلاج والغشيان والتكوير لإيجاد ما سبق في علمه أن يظهر فيه من الأحكام والأعيان في العالم العنصري فنحن أولاد الليل والنهار فما حدث في النهار فالنهار أمه والليل أبوه لأن لهما عليه ولادة وما ولد في الليل فالليل أمه والنهار أبوه فإن لهما عليه ولادة فلا يزال الحال في الدنيا ما دام الليل والنهار يغشى أحدهما الآخر فنحن أبناء أم وأب لمن ولد معنا في يومنا أو في ليلنا خاصة وما ولد في الليلة الثانية والنهار الثاني فأمثالنا ما هم إخوتنا لأن الليل والنهار جديدان فأبوانا قد انعدما فهذان أمثالهما لا أعيانهما وإن تشابها فهو تشابه الأمثال فإذا كان في الآخرة كان الليل في دار جهنم والنهار في دار الجنة فلم يجتمعا مع الولادة التي توجد في النار والجنان من حدوث التكوين فيهما فذلك مثل حواء من آدم ومثل عيسى من مريم فهذه هي ولادة الآخرة ضرب الله بعيسى ومريم وحواء وآدم مثلا لنا فيما يتكون في الآخرة فليس توليد الأكوان في الآخرة عن نكاح زماني بإيلاج ليل في نهار ونهار في ليل فإنهما مثلان في الزمان الذي هو اليوم الجامع لهما فقسمه الله في الآخرة بين الجنة والنار فأعطى ظلمة الليل للنار وأعطى نور النهار للجنة ومن مجموعهما يكون اليوم وهو يوم الآخرة فإنه جامع للدارين والزمان محصور في سنة وشهر وجمعة ويوم فيقسم الزمان على أربعة أقسام لأن الفصول الطبيعية أربعة لأن الأصل في وجود الزمان الطبيعة ورتبتها دون النفس وفوق الهباء الذي يسميه الحكماء الهيولى الكل وحكم التربيع فيها من حكم التربيع في الأحكام الإلهية من حياة وعلم وقدرة وإرادة بهذه الأربعة ثبتت الألوهة للإله فظهر التربيع في الطبيعة ثم نزل الأمر فظهر التربيع في الزمان الأكبر وهو السنة فانقسمت السنة إلى أربعة فصول ربيع وصيف وخريف وشتاء أحدث هذا الحكم فيها نزول الشمس في البروج والبروج قسمتها الطبيعة تقسيمها العناصر التي هي الأركان إلى نارية وهوائية ومائية وترابية كما قسمت العناصر إلى نار وهواء وماء وتراب كما قسمت الأخلاط في الحيوان إلى صفراء ودم وبلغم وسوداء ثم اندرج الزمان الصغير الذي هو الشهر والجمعة في الزمان الكبير وتعددت الشهود بتعداد البروج اثني عشر شهرا فقسمت عليها الأيام بحكم الرأي إلا أيام العرب أعني شهور العرب فإنها مقسمة بسير القمر فهي مقسمة بتقسيم الله لا بتقسيمنا فلما ظهرت السنة بقطع الشمس هذه البروج كذلك ظهر الشهر العربي بقطع القمر هذه البروج فالشهر الإلهي ثمانية وعشرون يوما وشهر الرؤية والتقدير بحسب الواقع ثم يقع التقدير في الزمان الممتد بأحد هذه الأربعة إما بالسنة أو بالشهر أو بالجمعة أو باليوم لا يقع التقدير إلا بهذا وأعني باليوم الصغير من طلوع الشمس إلى طلوع الشمس مثلا وهو الذي يحدث عند انتهاء دورة الفلك المحيط الذي يدور بالكل وهو الذي يتعين بالعين كما قلنا بطلوع الشمس طلوع الشمس مثلا فيعلم إن الدورة المحيطة بالأفلاك قد انتهت في أعيننا ولا حد لها في نفسها في الفلك المحيط سوى دورة واحدة لا تتصف بالانتهاء فنحن فرضنا فيها البدء والغاية والإعادة والتكرار ما هي في نفسها بهذا الحكم والأيام كثيرة ولكن لا تعد إلا بهذا اليوم الصغير المعلوم عندنا الجامع لليل والنهار فتعد الأيام به أو بالشهر أو بالسنة لا غير وقد ورد أن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون بهذا اليوم الصغير وقد ورد في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وأيام الدجال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامنا المعهودة فاليوم الذي نعد به الأيام الكبار هو يوم الشمس ويوم القمر ثمانية وعشرون

548

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 548
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست