نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 510
مع العبد في هذه الحضرة على كل ما يشاؤوه العبد كما هو في الآخرة في عموم حكم المشيئة لأن باطن الإنسان هو ظاهره في الآخرة فلذلك يتكون عن مشيئته كل شئ إذا اشتهاه فالحق في تصريف الإنسان في هذه الحضرة في الدنيا وفي شهوته في الآخرة لا في الدنيا حسا فالحق تابع في هذه في الحضرة وفي الآخرة لشهوة العبد كما هو العبد في مشيئته تحت مشيئته الحق فما للحق شأن إلا مراقبة العبد ليوجد له جميع ما يريد إيجاده في هذه الحضرة في الدنيا وكذلك في الآخرة والعبد تبع للحق في صور التجلي فما يتجلى الحق له في صورة إلا انصبغ بها فهو يتحول في الصور لتحول الحق والحق يتحول في الإيجاد لتحول مشيئة العبد في هذه الحضرة الخيالية في الدنيا خاصة وفي الآخرة في الجنة عموما ولما خلق الله همما فعالة في الوجود في الحس وهمما غير فعالة في الوجود في الحس ظهر بذلك التفاضل في الهمم كما ظهر التفاضل في جميع الأشياء حتى في الأسماء الإلهية والهمم الفعالة في الدنيا قد تفعل في همم غير أصحابها وقد لا نفعل مثل قوله فيما لا تفعل إنك لا تهدي من أحببت فبعض الهمم الفعالة والمنفعلة قد لا تنفعل لهمة فعالة فيريد منه أن يريد أمرا ما فلا يريده من يريد منه أن يريده لأن الهمم تتقابل للجنسية فلهذا قد لا تؤثر فيها فإذا تعلقت بغير الجنس أثرت كل همة فعالة ولا بد وأما في جنسها أعني في الهمم فقد تنفعل لها بعض الهمم وقد لا تنفعل وقد ظهر ذلك في الرسل ع وأتباعهم يريد الرسول من شخص أن يريد الإسلام فيريده فيسلم ويريد من آخر إن يريد الإسلام فلا يريده فلو تعلقت همة الرسول بتحريك الألسنة بالشهادة بالتوحيد من غير إرادة الناطق بها لوقعت عموما ولكن لا تنفع صاحبها وإن كانت تنفع للسانه فإن لسانه ما عصى الله قط من حيث نفسه وإنما وقعت فيه المخالفة لا منه من حركة المريد تحريكه فهو مجبور حيث لم يعط الدفع عن نفسه لكونه من آلات النفس فهو طائع من ذاته ولو فتح الله سمع صاحبه لنطق اللسان الذاتي إذا جعلته النفس يتلفظ بمخالفة ما أراد الشرع أن يتلفظ به لبهت فلهذا قلنا إن المخالفة ظهرت فيه للجبر لا منه فإنه طائع بالذات شاهد عدل على محركه كما ورد يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون بها وكذلك كل جارحة مصرفة من سمع وبصر وفؤاد وجلد وعصب وفرج ونفس وحركة والناس في غفلة عما يراد بهم * وفي عماية عماهم عليه له فالإنسان سعيد من حيث نشأته الطبيعية ومن حيث نشأة نفسه الناطقة بانفراد كل نشأة عن صاحبتها وبالمجموع ظهرت المخالفة وما عين المخالفة إلا التكليف فإذا ارتفع التكليف حيث ارتفع الحكم بالمخالفة ولم يبق إلا موافقة دائمة وطاعة ممكن لواجب مستمرة كما هو في نفس الأمر في وقت المخالفة مطيع للمشيئة مخالف لأمر الواسطة للحسد الذي في الجنس وفي هذا المنزل من العلوم علم توحيد الحق وتصديق المخبرين عن الحق وهم التراجمة السفراء من بشر وملك وخاطر وعلم الفرقان بالعلم بما تميزت به الأشياء وهذا هو علم التوحيد العالم الذي يسرى في كل واحد واحد من العالم وعلم الكشف الإلهي وفيه علم التناسل الذي لا ينقطع دنيا ولا آخرة وفيه علم الحضرة التي وقع فيها التشبيه بين الأشياء والاشتراك في الصورة وفيه علم ما ينفرد به الحق من العلم دون الخلق مما لا يعلمه الخلق إلا بإعلام الله وفيه علم الميل والاستقامة وفيه علم الجمع للتفصيل وفيه علم العوائد لما ذا ترجع وما ثم تكرار والإعادة تكرار فالأمر مشكل وسبب أشكاله ذكر الحق العادة والإعادة والكشف يعطي عدم الإعادة في الكون لا الإعادة في نش ء الآخرة فإن تلك الإعادة حكم إلهي في حق أمر ما مخصص بمنزلة من خرج من دار ثم عاد إليها فالدار الدار والخارج الداخل وما ثم إلا انتقال في أحوال لا ظهور أعيان مع صحة إطلاقها أن الخارج من الدار عاد إلى داره فعلمنا متعلق الإعادة وفيه علم المفاضلة بالدار وفيه علم نعوت أهل الله وفيه علم ما يشترك فيه الحق والعالم العالم بالله وما ثم إلا عالم بالله غير أنه من العلماء من يعلم أنه عالم بالله ومن الناس من لا يعلم أنه عالم بالله وهو على علم بمن يشهد ويعاين ولا يعلم أنه الحق فلو سألته هل تعلم الله قال لا فلو سألته فيما شهده هل تعلم هذا الذي شهدته من حيث ما هو مشهود لك يقول نعم يقال له فمن هو يقول هذا الذي أشهده فيقال له فمن يقال له يقول لا أدري فإذا قيل له هو كذا أي هو فلان بالاسم الذي يعرفه به ولكن ما عرف أن هذا المشهود هو مسمى ذلك الاسم فما جهل
510
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 510