responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 159


السنة له بعد موته فمات في ربيع الأول وكان نزول القرآن في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فأتى بغاية أسماء العدد البسيط الذي لا اسم بعده بسيط إلا ما يتركب كما كان القرآن آخر كتاب أنزل من الله كما كان من أنزل عليه آخر الرسل وخاتمهم ثم أضاف ذلك الاسم الذي هو ألف إلى شهر بالتنكير فيدخل الفصول فيه والشهر العربي قدر قطع منازل درجات الفلك كله لسير القمر الذي به يظهر الشهر فلو قال أزيد من ذلك لكرر ولا تكرار في الوجود بل هو خلق جديد ولو نقص بذكر الأيام أو الجمع لما استوفى قطع درجات الفلك فلم تكن تعم رسالته ولم يكن القرآن يعم جميع الكتب قبله لأنه ما ثم سير لكوكب يقطع الدرجات كلها في أصغر دورة إلا القمر الذي له الشهر العربي فلذلك نزل في ليلة هي خير من ألف شهر أي أفضل من ألف شهر والأفضل زيادة والزيادة عينها وجعل الأفضلية في القدر وهي المنزلة التي عند الله لذلك المذكور وكانت تلك الليلة المنزل فيها التي هي ليلة القدر موافقة ليلة النصف من شعبان فإنها ليلة تدور في السنة كلها وأما نحن فإنا رأيناها تدور في السنة وأنا رأيناها أيضا في شعبان ورأيناها في رمضان في كل وتر من شهر رمضان وفي ليلة الثامن عشر من شهر رمضان على حسب صيامنا في تلك السنة فأي ليلة شاء الله أن يجعلها محلا من ليالي السنة للقدر الذي به تسمى ليلة القدر جعل ذلك فإن كان ذلك من ليالي السنة ليلة لها خصوص فضل على غيرها من ليالي السنة كليلة الجمعة وليلة عرفة وليلة النصف من شعبان وغير تلك من الليالي المعروفة فينضاف خير تلك الليلة إلى فضل القدر فتكون ليلة القدر تفضل ليلة القدر في السنة التي لا ينضاف إليها فضل غيرها فاعلم ذلك ومن هذا المنزل نزل الروح الأمين على قلب محمد ص بسورتين سورة القدر وسورة الدخان وهما مختلفان في الحكم فسورة القدر تجمع ما تفرقة سورة الدخان وسورة الدخان تفرق ما تجمعه سورة القدر فمن لا علم له بما شاهده يتخيل أن السورتين متقابلتان ولم يتفطن للمنزل الواحد الذي جمعهما ولم يتفطن لنشأته التي قامت من جمعها للمتقابلات الطبيعية وصاحب الكشف الصحيح إذا دخل هذا المنزل وكان له قلب وهو شهيد رأى أن سورة القدر لا تقابل بينها وبين سورة الدخان فإن سورة القدر تجمع ما تعطيه سورة الدخان لتفرقه على المراتب فتأخذه سورة الدخان فتفرقه على المراتب لأنها علمت من سورة القدر أنها ما جمعت ذلك وأعطته إياها إلا لتفرقه فسورة القدر كالجابية لسورة الدخان هكذا هو الأمر وهما سورتان لهما عينان ولسانان وشفتان تعرفان وتشهدان لمن دخل هذا المنزل بأنه من أهل المقام المحمود وإنه وارث مكمل ويتضمن هذا المنزل علم المطابقة والمناسبة والمراقبة وعلم التلويح والرمز وعلم النفوذ في الأمور من غير مشقة لأن النفوذ في الأمور بطريق الفكر من أعظم المشقات وعلم الإبانة والكشف وعلم النشآت الطبيعية هل حكمها حكم النشآت العنصرية أم لا وعلم الفرق بين الأنوار والظلم ولما ذا يرجع النور والظلمة وهما حجابان بين الله وعباده وما يلي العباد من هذه الحجب وما يلي الحق منها وهل ترفع لأحد أو لا تزال مسدلة وهل تعطي هذه الحجب تحديد المحجوب أم لا فإن أعطت التحديد للمحجوب فبأي نشأة تقيده وتحده هل بنشأة عنصرية أو طبيعية وإن لم تقيده فيما ذا تلحقه هل بما لا يقبل التحيز من العالم فلا يتصف بالدخول في الأجسام ولا بالخروج منها أو تقضي عليه بحكم يخصه خارج عن حكم ما لا يتحيز فلا يقبل المكان ولا الحلول وعلم الرحمة التي يتضمنها الإنذار ممن كان وعلم الأذواق وعلم ما يشقى من الأسماء مما يسعد وعلم تعلم اليقين وعلم التنزيه في الربوبية وهو صعب التصور وعلم مرتبة العلم من مرتبة الشك خاصة وما تعطي كل مرتبة منهما لمن حل فيها ونزل بها وعلم العذاب أهو من علم الآلام أو هو من علم اللذات وعلم عدم قبول التوبة عند حلول البأس وقبولها من قوم يونس خاصة وعلم نفوذ قضاء السوابق هل تنفذ بالشر على من هو على بصيرة أو هل هو مختص بالمحجوبين وعلم طبقات العذاب وعلم الابتلاء وطبقاته وعلم النصائح وعلم أهل العناية عند الله مع شمول الرحمة للجميع وقد ابتلوا أهل العناية في الدنيا بما به ابتلي من ليس منهم في الآخرة ولما ذا ترجع عناية الله بأهله مع الابتلاء والبلاء هل لاقتضاء الدارين أو لاقتضاء سابق العلم وعلم وجود الحق بوجوهه في كل فرد فرد من العالم كله وعلم توقيت الجمع الأخير من الجموع الثلاثة وعلم الاستثناء لماذا يرجع وعلم أين يذهب الجهل والظن والشك والعلم بأصحابهم وعلم تقدم الموت على الحياة ومعلوم أن

159

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست